قصور الجنة وخيامها

إن في وصف الجنة العجائب والغرائب فمهما حاولت تخيل قصور الجنة وخيامها لن تستطيع الوصول بخيالك إلى شكل عناصر البهجة والجمال التي تزينها وتزيدها فخامة وروعة، لكن يكفيك من وصف الجنة أن تعرف أن فيها ما لا يخطر على قلوب البشر سواء كان شيئًا ملموسًا أو محسوسًا أو مسموعًا، ففي الجنة أنواع شتى من البناء والعمران كما أن مواد البناء تتنوع، وشتان بين بناء الدنيا وبناء الآخرة. وفي سطور هذا المقال سنذكر لكم وصفًا تفصيليًا عن قصور الجنة وخيامها فتابع القراءة.

قد يهمك: هل يأجوج ومأجوج عمالقة

قصور الجنة وخيامها

هل تعرف كيف تكون قصور الجنة وخيامها؟، إن في الجنة خياما وغرفًا وقصورًا، أما القصور فهي أنواع مختلفة منها قصور من لؤلؤ، وقصور من ياقوت، وقصور من زبرجد، وقصور من فضة، وقصور من ذهب، وفيها من أصناف الجوهر كله، فالجواهر والأحجار الكريمة هي مواد البناء في الجنة. والخيام غير القصور فهي توجد على شواطئ الأنهار، وبين البساتين والأشجار، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلًا فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى فلا يرى بعضهم بعضًا ).

وقال: ( أدخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟، قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: لعمر بن الخطاب ). وليس ببعيد على الخالق جل وعلا أن يكون بناء الجنة كله من أصناف الجواهر ففي الدنيا، اكتشف علماء الفلك وجود كوكب من الماس الخالص على مسافة بعيدة جدًا عن الأرض فلا عجب فالكون كله من بديع خلقه وجميل صنعه.

هل كل أهل الجنة لهم قصور؟

قصور الجنة وخيامها مليئة بكل المتاع البصري وواسعة من الداخل وكل هذا النعيم مخصص لأهل الجنة فمهما كانت منزلتهم في الجنة فلن يحرمهم الله من الغرفات والمساكن الجميلة التي كانوا يحبونها في الدنيا. ومن أنواع البناء في الجنة الغرف وهي غير القصور والخيام، قال تعالى (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّة). وجاء في صفة تلك الغرف قوله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفًا يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام ).

قد يهمك: تعامل الرسول مع زوجاته

قصور الجنة أهل البيت

في موضوع وصف قصور الجنة وخيامها نستدل على أن دور الجنة كلها مبنية من الجواهر والمعادن النفيسة وبعضها ما يكون ذو جدر شفافة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيكون عبد الله داخلها وكأنه وسط بساتينه وأشجاره من شفافيتها وصفائها. وللساكن الواحد في الجنة جنتان كما أسلفنا بها العديد في هذه الدور الجميلة، قيل جنة للسكن وجنة للأهل والخدم كما هي حال ملوك الدنيا وقيل جنة لخوفه من ربه، وجنة لتركه شهوته في الدنيا. وجميع هذه الدور مفروشة ومجهزة بحورها وغلمانها وفرشها، ويستطيع العبد في الجنة اقتناء المزيد من هذه الدور والقصور بالذكر والعمل الصالح في الدنيا فقد جاء على ألسنة بعض العلماء مثل الطبري والقرطبي وكذلك ما ورد في أقوال ابن القيم أن الجنة بناؤها عبارة عن الذكر فإذا توقف الرجل الصالح عن ذكر ربه توقفت الملائكة عن إكمال تعمير جنته، فيؤمروا بالبناية فيقولون: إلى أن تأتينا نفقة.

فقد يكثر العبد من الذكر والعمل الصالح حتى حتى يكون له في الجنة أمثال المدن بأكملها ينفذ بصره إليها جميعًا فيرى أولها كما يرى آخرها فيرى نهاية ملكه من مكانه الذي هو فيه فليس بحاجة إلى إقامة أبراج للمراقبة أو مناظير للرؤية. كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة لا يبولون ولا يتمخطون ولا يتغوطون فهم ليسو بحاجة إلى مرافق ومراحيض وشبكات للمجاري وما إلى ذلك من أقذار الدنيا وليسو بحاجة إلى عمال نظافة.

وأخيرًا في نهاية موضوع قصور الجنة وخيامها نود الإشارة إلى أن ما في الجنة كله نعيم خالد أبدي ولمثل هذا الفوز العظيم فليعمل العاملون، فكل ما فيها رمز للطهارة والنقاء الخالص الذي لا خبث فيه ولا شائبة، وهذا جزء بسيط من وصف الجنة فما بالك بما ينتظرك في وصف ريحها وفرشها وأنهارها إلخ.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?