عقوبة الكبائر في الدنيا

هل تعلم ما هي عقوبة الكبائر في الدنيا؟، إن الذنوب تم تصنيفها إلى ذنوب صغيرة وذنوب كبيرة وكلما تراكمت الذنوب الصغيرة على قلب الإنسان ولم يحاول الإعراض والتوقف عنها والتوبة منها، كلما أصبحت أكبر وهذا له أضرار ومخاطر على نفس المؤمن لأنها تنقص من إيمانه وتجعله يفقد لذة الإيمان، وتجعله يقبل على المعاصي بدون أي شعورًا بالتردد أو الخوف، وتجعله يبتعد عن ذكر الله والتقرب إليه، وهذا هو سبب صمم وعمى القلوب فتقسوا وما أصعب أن يقسى القلب فتكون الحجارة أفضل منه، فقد قال تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ). وفي سطور هذا المقال سنذكر لك ما هي عقوبة الكبائر في الدنيا.

قد يهمك: فضل الصلاة واهميتها وعقوبة تاركها

عقوبة الكبائر في الدنيا

إن فعل الكبائر ومواصلة ارتكابها سبب في غفلة الإنسان وتشوش تفكيره وفقدانه لبصيرته فقد قال تعالى (فَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُها). إن عقوبة الكبائر في الدنيا قد تكون مكروه يصيب المؤمن أو مصيبة تحل به أو حادثة تعكر عليه صفو حياته فأيًا كان نوع البلاء الذي يحل على العبد الذي ارتكب الكبيرة في الدنيا فهو خير له لأنه يعتبر كفارة فإن صبر عليها تمحى بها سيئاته، أما الذي فعل الكبيرة ولم يتب منها وأنعم الله عليه بالستر في حياته الأولى، فالله قادر على أن يغفر له وقادر على أن يعذبه وهو الذي يحكم في هذا الأمر وعاقبة هذا الشخص تكون بمشيئة الخالق، ولكن الكبائر من الذنوب العظيمة التي حذرنا منها رسولنا الكريم لأن عذابها أليم فقد قال صلى الله عليه وسلم (بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا،ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم, ولا تعصوني في معروف, فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء غفر له).

قد يهمك: كيف تعرف أنك رأيت الرسول في المنام

هل مرتكب الكبائر يدخل الجنة

نعم مرتكب الكبائر يدخل الجنة ولكن بعد أن يتم تطهيره من ذنوبه والفاحشة التي قام بها والفتن التي انساق لها، قد يكون التطهير له في الدنيا أو في الآخرة والعياذ بالله بدخول النار، ولكن من لطف الله أنه قدر أن المستغفرين والتائبين من أي ذنب سيكون لهم نصيبًا من رحمته وبالتالي لا يستحيل النجاة من عقوبة الكبائر في الدنيا، فقد قال نبينا الكريم محمد (التائب من الذنب كمن لا ذنب له )، وهذا فيه دعوة للمؤمنين الموحدين بالله للعودة إلى الله دائمًا حتى وإن كانوا ممتلئين بالذنوب وأن يحسنوا الظن به ولا ييأسوا من رحمته لأنه يغفر الذنوب جميعًا، فقد قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ). وقد قال تعالى في آية أخرى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ).

ولأن الله هو العدل فقد وضع استثناء فالذي ظلم عبدًا من عباد الله وبغى عليه فلن يغفر ذنبه بإذن الله إلا إذا رد الحقوق لأصحابها وطلب منهم الصفح والعفو، ويوم القيامة سيأتي الظالم والمظلوم وسيقتص الله للمظلوم من الظالم ما دام لم يحصل على حقه في الدنيا، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناء). وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر له (اتَّقوا الظلم، فإنَّ الظلم ظُلمات يوم القيامة ) وهذا دليل على أن الظلم كبيرة سيئة يجب أن نتحاشاها وندعوا الله ألا يجعلنا من الظالمين.

ما هي الكبائر في القرآن

بعد أن عرفت عقوبة الكبائر في الدنيا يجب أن تتعرف على بعض الكبائر التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وهي:

  • قتل النفس فقد قال تعالى: (مِن أجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ في الأرْضِ فَكَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا ).
  • الزنا فقد قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
  • التحدث في أعراض المحصنات بالإثم والافتراء، فقد قال تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ).
  • وعقوبة الكبائر في الدنيا قد يتبعها عقوبة في الآخرة أيضًا إذا لم يسرع الإنسان بالتوبة والندم على ما فعله، وهاتين العقوبتين تكونان للعاق لوالديه فقد قال رسولنا الكريم ( لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سموات: ملعون من عق والديه ).
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?