حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية

سنفسر لكم في هذا المقال حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية فقد جاء في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما صعد إلى السماء ليلة الاسراء والمعراج رأى الكثير من الأحداث منها الجميل ومنها المفزع، وقد تحدث عنها ومن أهمها رسائل تحذير للنساء اللواتي يقمن بفعل المعاصي والفاحشة ونوه إلى سلوكيات وعادات تفعلها النساء في عصرنا الحالي مثل: ارتداء الملابس الشفافة التي تبرز مفاتن المرأة وتجعلها غير مستورة أمام الرجال، فالإسلام لم يرضى للمرأة بأن تكون بتلك الشاكلة بل يجب أن تحافظ على نفسها وتكون عفيفة لا تفصح عنها ثيابها، وتظل مختفية عن أعين الرجال في ملابس فضفاضة كما نص الشرع. وفيم يلي سنوضح لكم شرح حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية.

قد يهمك: الدين الابراهيمي

تفسير حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية

روى مسلم أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية صنفين أحدهما من الذكور والآخر من الإناث قد رآهما في رحلته المسائية التي اصطحبه فيها جبريل عليه السلام وكانت في السماء السابعة ليخفف الله بها عنه موت زوجته خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب ثم ذكر العاقبة لهذين الصنفين في نهاية الحديث وهي أنه حرام عليهما الجنة حتى إن عطرها لن يستطيعوا أن يجدوه ويستنشقوه لأن عطور الجنة من ضمن ملذاتها ونعمها، والتفسير كالآتي:

أول شطر من الحديث (رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ):

والمعنى من هذا الشطر في حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية أن التحذير يشمل رجال ليس في قلوبهم رحمة يظلمون الضعفاء من الناس، ويعذبون غيرهم بالضرب ويعتدون عليهم بغير وجه حق، وهذا الحديث لا يقتصر فقط على الافراد الذين يتصرفون بدافع من أنفسهم الأمارة بالسوء بل أيضًا الذين يمارسون أعمالهم بأمر من السلطة الحاكمة مثلًا: إذا كان هناك ظلم من الدولة وتأمر حكومتها بالقيام بأعمال العنف والترهيب مع الأشخاص الأبرياء فهذا يخضع لتفسير هذا الحديث. لأن الانسان يمتلك عقلًا ولا ينبغي له أن يطيع أي شخص أيًا كان إذا كان الأمر يتعلق بالعدوان والتجرؤ على عباد الله بما لا يرضي الخالق، والدليل على ذلك أن الله أمرنا ألا نطيع الوالدين في بعض الأمور مثل الشرك أو القيام بسلوك يغضب الله وإذا كان لابد أن نتبع الأوامر كلها فكان من الأحق أن يكون الوالدين هم من يحصلون على هذا الحق، فقد قال الله تعالى (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما).

قد يهمك: الحج في الاسلام

ثاني شطر من الحديث (ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ):

والمعنى من هذا الشطر في حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية أنه يجب أن يخشين النساء على أنفسهن من نكران النعم التي أنعم الله بها عليهم، فقط يكون المعنى من كاسيات هو التقلب في نعم الله، فكل رزق ينزله الله على عبده يعتبر كسوة، مثلًا: الملابس كسوة، والمنزل كسوة، والطعام كسوة إلخ. وعاريات النقيض لتلك الكلمة وقد تعني في تلك الحالة أنهن لا يذكرن نعم الله عليهن وكأنها ليست موجودة ولا يشكروه عليها، أو قد تكون عدم الالتزام بالزي الشرعي وارتداء أزياء صريحة تظهر عورات النساء وتظهرها كلها أو جزءً منها.

( مائلات مميلات الرؤوس مثل أسنمة البخت ) هنا المقصود بالميل أي الحيود والاتجاه لطريق الفتن والشهوات والانحراف عن الطريق الصحيح الذي أمرنا الله به، وهي عكس الاستقامة في كل شئ مثل: العبادات، العلاقات مع الجيران والأقارب والناس عمومًا، إلخ. أما مميلات رؤوسهن فهي تعني تغيير شكل اللفائف التي تغطي الرأس بطريقة ملفتة للأنظار وقبيحة تجعل شكل الرأس غير طبيعي ومائل من بعض الأجزاء ثم ذكر التشبيه بأسنمة الجمال للتوضيح على الشكل الذي يصرن عليه.

( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) والمقصود بها في حديث الكاسيات العاريات الدرر السنية هو الحرمان من دخول جنة الخلد لأجل يعلمه الله أي ليس للأبد فليس حال العاصي كحال الكافر الذي لم يؤمن قط بالله الواحد الأحد، ولكن من رحمة الله أن العاصي الذي لم يرجع إلى الله ويطلب التوبة يأخذ حظه من العذاب حتى يتطهر من خطيئاته ويدخل أخيرًا إلى الجنة بعد شفاعة الرسول له، لكن شرط دخول الجنة معروف وقد تم ذكره من قبل وهو التوحيد والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، فإذا ملكت مفتاح الجنة وهو ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) فأنت من أهلها، أما الكفر بعد الإيمان فهو خلود في النار والعياذ بالله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?