الدين الإبراهيمي 

مقدمة حول الدين الإبراهيمي

الأديان في الأرض أصبحت كثيرة منها الأديان السماوية المعروفة التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسوله، ومنها الأديان الوضعية الوثنية والتي هي من صنع البشر، ويحاول البعض أن يجعل الدين واحد ا فجاؤوا بفكرة الدين الإبراهيمي و الدين العالمي الجديد. 

ما هي الديانة الإبراهيمية الجديدة 

معنى الدين الإبراهيمي: إنها تقوم على فكرة إن الأديان السماوية جميعا إنما تأتي من مصدر واحد، وأن إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء وهو مصطلح قرآني، وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم وسلامه جميعهم من أبنائه، وبالتالي يمكن أن نعتمد دينا إبراهيم دينا جامعا لكل الأديان السماوية. 

متى ظهر الدين الإبراهيمي 

فكرته الدين الإبراهيمي فكرة قديمة، ولكن ظهرت بعد تحسن العلاقات بين بعض الدول العربية مثل الإمارات ومصر والبحرين وغيرها وبين إسرائيل، تمريرا لقضية التطبيع مع إسرائيل جاءت ترويجه لفكرة الدين الإبراهيمي لتحقيق الانسجام ونبذ العنف والتقبل للآخر، فكان أن ظهر الدين الإبراهيمي في الإمارات، والذي رعاه الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وعقد اتفاق سمي الاتفاق الإبراهيمي أو إبراهام. 

وتطبيقا لهذا الاتفاق قامت الإمارات ببناء البيت الإبراهيمي، فما هو البيت الإبراهيمي؟ هو عبارة عن مجمع يتكون من مسجد وكنيس وكنيسة، وبجوارهم معهد أو مركز تعليمي في منطقة اسمها جزيرة السعديات، اعتبر هذا المركز مركزا ثقافيا لمدينة أبوظبي، وهو بحسب ما يروجون له يعتبر تمثيلا للانسجام والأخوة الإنسانية التي تدعو للتسامح والتعاون بين جميع الحضارات والأديان بعيدا عن التنافس أو ازدرائي أو العنف، وقد سبق ذلك لقاء جمع شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان في شباط عام 2019م، في دولة الإمارات العربية، وقد تم افتتاح البيت الإبراهيمي والدعوة لإقامة الصلوات فيه لكل الأديان في سنة 2023، وعندما نسمع التساؤل ما هو الدين الجديد في الإمارات؟ فإن الجواب هو في ما يسمى البيت الإبراهيمي الذي يمثل الديانة الإبراهيمية. 

ما هي الديانات التي لا تؤمن بوجود الله؟ ويجدر بالذكر أن الإمارات أيضا أقامت مراكز للديانة البوذية وهي دين وثني، على اعتبار إنها بلد يؤمن بحرية الأديان. 

حكم الديانة الإبراهيمية 

منذ أن تم الإعلان عن بناء البيت الإبراهيمي الذي يضم الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، ودعا إلى ممارسة العبادة فيه لأتباع هذه الأديان، استنكرت الهيئات ومراكز الفتوى ومجامع الفقه في البلاد الإسلامية هذا الفعل، الفتاوى التي صدرت عنها بتحريم هذا الفعلي واستنكاره صدر من مراكز معتبرة في البلاد الإسلامية جميعا، ومن أهمها بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الدين الإبراهيمي ، الذي كان في 19 كانون الأول 2022م، ما الذي بين حرمة وخطر وفتنة هذه الدعوة إلى هذا الدين الجديد. 

وقد جاء في البيان:  

 أولا– إن القرآن الكريم هو أعظم كتاب احتفى بإبراهيم عليه السلام وفي القرآن سورة باسمه وسورة بأسماء آله وبعض بنيه والمسلمون مأمورون باتباع هديه وهدي سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، في ذلك فأولى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان، قال الله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}. 

ثانيا- من علماء المسلمين مع التعاون الإنساني والتعايش القائم على الحرية والعدل وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء، ومع الحوار الإنساني بناء المجتمعات، ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام وتشويه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا هو دين المسلمين قال سبحانه وتعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين}. 

ثالثا– إن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد وهي فكرة باطلة إذا الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية وإفراد الله تعالى بالعبادة، بينما الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك وخالطت الوثنية والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، وزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام و اليهودية والنصرانية زعم باطل و معتقد فاسد قال سبحانه وتعالى: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}. 

رابعا- إن السعي لدعم اتفاقات إبراهام للتطبيع والتركيع عبر تسويق لدين جديد يؤازر التطبيع السياسي هو أمر مرفوض شكلا ومضمونا وأصلا وفرعا، ذلك أن الأمة المسلمة لم تقبل بالتطبيع السياسي منذ بدء أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الفائت ولن تقبل اليوم من باب أولى بمشاريع التطبيع الديني وتحريف المعتقدات وقد قال تعالى: {أفغير دين الله يبغون}. 

خامسا- إن طاعة أعداء الملة والدين في أمر الدين (الدين الإبراهيمي)المبتدع والقبول به والدعوة إليه خروج من ملة الإسلام الخاتم الناسخ لكل شريعة سبقتهم ولن يفلح قوم دخلوا في هذا الكفر الصراح، قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}. 

مخاطر الديانة الإبراهيمية 

ما جاء في بيان ا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حرير من الدعوة إلى هذا الدين الجديد والذي اعتبره خروج عن الإسلام وذكر من مخاطر الدين الإبراهيمي:

  • أن فيه عدوان سافر على عقيدة و المسلمين 
  • يضرب الثقة بين الشعوب وحكوماتها التي أعطتها الثقة، وإظهارها أنها محاربة للإسلام. 
  • إثارة الخلاف والفتنة بين المسلمين، الخلاف الذي يؤدي إلى إضعاف الأمة وتمكين عدوها منها.  

ولعل هذا هو مخطط الديانة الإبراهيمية، وهو نصف ثوابت الأمة الإسلامية ومعتقداتها، والتآمر على الإسلام من خلال الدعوة إلى المشترك بين الأديان وتجاوز ما سواه.  

تشويه الأديان جميعا، والدين الإسلامي خصوصا، فالإسلام دين جامع لما سبقه من عقائد وشرائع يعترف بالجميع على وفق ما أنزله الله تعالى، ويتبرأ من التحريف الذي قرأ على هذه الأديان والتي سمى الله تعالى عقائد أصحابها شرك بالله تعالى. 

معلومات تتعلق بالديانة الإبراهيمية: 

  • الديانة الإبراهيمية في الهند، تختلف عن الدين الإبراهيمي التي روج لها اليوم، الديانة الإبراهيمية في الهند هي ديانة البراهما أو ما تسمى الهندوسية.  
  • كثر هم الذين رفضوا الترويج للديانة الإبراهيمية، من بينهم شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وكذلك قيادات من الكنيسة المصرية، وعدد كبير من المفكرين والسياسيين معتبرين هذه الدعوة بالمؤامرة السياسية الصهيونية 
  • إن إبراهيم عليه السلام لم يكن أول من دعا إلى التوحيد، بل سبقه عدد من الأنبياء عليهم الصلاة ، وإن أول ديانة سماوية في العالم كانت دعوة آدم عليه السلام أبو البشرية. 
  • لم يحضر شيخ الأزهر افتتاح البيت الإبراهيمي في الإمارات عند افتتاحه والدعوة إلى الصلاة فيه، رافضا هذه الفكرة. 
  • الديانات الثلاث الإسلام واليهودية والنصرانية تاريخيا يتبعون ملة إبراهيم، ولكن هم يختلفون اختلافا جوهريا في العقائد والشرائع المنظمة لحياتهم، لا يستقيم أن يكونوا دينا واحدا. 

قد يهمكم المقال التالي: الشورى في الاسلام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?