التعليم في حالة الطوارئ 

مقدمة حول التعليم في حالة الطوارئ 

التعليم حق لكل طفل، وعلى الدولة أن تهيئ الظروف لتحقيق ذلك، ويصبح التعليم أحيانا أملا للكثير في حالات الأزمات التي تتعرض لها البلاد سواء كانت طبيعية أو بشرية، فتضطر الدولة القائمة إلى تحقيق التعليم في مستوى عندنا من الطبيعي بسبب الظروف وهذا ما يسمى التعليم في حالة الطوارئ. 

مفهوم التعليم في حالة الطوارئ

 يمكن أن نعرف التعليم في حالة الطوارئ بأنه توفير فرص التعليم لجميع المراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي وحتى ما قبل الابتدائي، والتعليم المهني والتقني والتعليم العالي ، في ظل الأزمات. 

والأزمات التي نتحدث عنها قد تكون صراعات تحمل طابع العنف، أو حروب داخلية، أو نزوح وهجرة إجبارية جماعية، وقد تكون عبارة عن كوارث طبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير وغيرها 

فوائد التعليم في حالة الطوارئ 

التعليم عموما يقدم الكثير للفرد والمجتمع، هنا نتحدث عن التعليم في حالة الطوارئ ماذا يمكن أن يقدم؟ من أهم ما يقدمه التعليم في حال الأزمات 

  • ما يقدمه التعليم عادة من معارف ومهارات في الحالة الطبيعية، إلا أنها قد تكون في حالة الطوارئ أقل قليلا بسبب الظروف المحيطة بالعملية التعليمية. 
  • يعزز الحالة النفسية السوية للأطفال وللكبار أيضا، حيث أن الأزمات تخلق شيئا من الأزمات النفسية خاصة لدى الأطفال. 
  • التعليم في حالة الطوارئ يعيد في نفوس الأطفال والكبار الأمل في عودة الحياة الطبيعية، وفي إعادة إعمار البلد بعد الدمار الذي حصل له نتيجة الحروب أو الكوارث. 
  • يحقق الرغبة لدى الأطفال والأهالي في استمرارية التعليم حتى في الظروف الطارئة، فالجواب الأكثر الذي نسمعه من الأطفال عند السؤال م شيء الذي تحتاجونه؟ سواء في المخيمات أو في المدن أو في المهجر، الجواب هو العودة إلى المدرسة.
  • يعتبر التعليم في حالة الطوارئ أسلوبا من أساليب حماية الطفل حيث يحفظ الطفل بعيدا عن الانقطاع المدرسي أو الانجرار لمخاطر العنف والتجنيد، أو مخاطر وفوضى الشارع. 

الحد الأدنى لمعايير التعليم 

يضع المختصون في التعليم في حالة الطوارئ معاييرا يعتبرونها الحد الأدنى للتعليم في حالة الطوارئ، وقد ذكروا 19 معيارا، ولتحقيق هذه المعايير لصاحب كل منها إجراءات يعمل عليها وملاحظات إرشادية. 

وهذه المعايير تهدف إلى تحقيق جودة التعليم والارتقاء به من حالة التعليم في حالة الطوارئ ليتعافى من حالة الأزمة إلى المستوى الطبيعي، وتحقيق فرص التعليم الآمن لكل الراغبين به، كما يهدف إلى المسائلة في ضمان تحقيق هذه الخدمات التعليمية، ويمكن تلخيص هذه المعايير في خمس نطاقات: 

  •  معايير تأسيسية: ويقصد بها مشاركة المجتمع في التنسيق والموارد والمراقبة والتقييم ليتحقق عملية تعليم فعالة وضمان البيئة التعليمية الآمنة. 
  •  إمكانية الوصول إلى بيئة التعليم: وتشمل عدد من المعايير منها ضمان فرص متساوية للجميع للوصول لتعليم جيد، وضمان بيئة تعليمية آمنة وتحقيق الرفاهية النفسية للمعلمين والمتعلمين، وتأمين المرافق والخدمات التعليمية التي تضمن سلامة الجميع في قطاع التعليم. 
  •  في التدريس والتعلم: ومن المعايير في هذا النطاق: المناهج ويشترط فيها أن تكون لها صلة بالمجتمع لغويا وثقافيا وتحقق التعليم النظامي وغير النظامي بشكل مناسب، والتدريب من أجل التطور المهني والدعم، والتدريس وعمليات التعلم التي ترتكز على المتعلم، تقييم نتائج التعلم. 
  •  المعلمون وسائر العاملين في التعليم: وفيها يتم استخدام معايير التوظيف واختيار المعلمين المؤهلين بصورة مناسبة، ظروف العمل للعاملين في المجال التعليمي، والدعم والإشراف. 
  •  سياسة التعليم: نقصد بها وضع خطة استراتيجية للتعليم في حالة الطوارئ، ويشمل عددا من المعايير: أولها القانون وصور السياسة، بوضع خطط استمرارية التعليم وتعافيه ليصل إلى التعليم النوعي والمجاني للجميع، كما تشمل معيار التخطيط والتنفيذ بهذه السياسة التي وضعت. 

التعليم الطارئ عن بعد 

لا شك أن العمل في ظروف الأزمات والطوارئ يتطلب تغييرا في طرق العمل والتواصل، بما يتناسب مع ظروف الناس في الأزمات وبما يحقق استمرارية التعليم، ولعل العملية التعليمية هي أكثر من استجاب للتكيف لحالات الأزمات، ومثال ذلك التعليم في ظل جائحة كورونا منذ عام 2019م، حيث حصل إغلاق مفاجئ وقسري للتعليم الوجاهي في جميع أنحاء العالم تقريبا، تجنبا لانتشار هذا المرض بشكل أكبر، انتقل التعليم مباشرة إلى التعليم عن بعد مستخدما وسائل التواصل و التقنيات الحديثة وعلى جميع المستويات والمراحل حتى في مرحلة الحضانة، كانت الدروس تعطى عن بعد. 

وفي هذا فرصة الاستمرارية التعليم والتعامل مع الظرف المستجد أيا كان الظرف قاسيا، ولقد اعتمد هذا الأسلوب في التعليم ليكون رديفا في التعليم الوجاهي حتى بعد زوال أزمة كورونا، وأصبح طريقة لكثير من الطلبة والمعلمين رغم ما له من السلبيات وما يحمل من إيجابيات كثيرة. 

صرنا نجد الكثير من الجامعات قد فتحت المجال للتعليم عن بعد والذي أصبح يتجاوز الحدود، ويوفر الكثير من النفقات والجهود. 

حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن 

هذا دليل يتضمن مجموعة من الوثائق والأبحاث القانونية التي تعدها مؤسسة” حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن” ومؤسسة التعليم فوق الجميع، ويتحدث هذا الدليل في أبحاثه ووثائقه عن حماية التعليم في حالة الطوارئ وفي ظل النزاعات المسلحة وظروف انعدام الأمن. 

وأقيم لذلك عدد من المنتديات والمؤتمرات التي كانت تخرج بمجموعة من التوصيات والنتائج، وتتابع حالة التعليم في البلدان التي ينتشر فيها النزاع وينعدم فيها الأمن، كما تقدم الخبرات والجهود التي تفضي إلى حماية حط التعليم في جميع الظروف ومنها في ظروف النزاع المسلح، وفيها استفادة أيضا من تجارب الآخرين. 

مهام لجنة الطوارئ في المدرسة 

في حالة التعليم في حالة الطوارئ تكون هناك لجان مسؤولة مهمتها التنسيق وتحقيق الأمن والسلامة لجميع العاملين في المدرسة، ومن أهم مهامها: 

  •  التدريب الدوري على عمليات الإخلاء والإنقاذ، وهذه الدورات والتدريبات تقدم لأعضاء اللجنة وتعويد الطالبات والطلاب على الإخلاء السريع عند سماع صوت الإنذار، وبدون ارتباك أو فوضى أو تدافع. 
  •  تعرف على المبنى المدرسي بتفاصيله المداخل والمخارج، وإزالة جميع العوائق التي قد تؤخر عملية الإخلاء أو الإنقاذ. 
  •  إزالة جميع المخالفات التي قد تسبب خطرا في المدرسة أو تضر بالسلامة العامة، هذه المخالفات قد تكون متعلقة بأشغال وحفريات أو توصيلات كهربائية وسخانات أو مدافئ ومداخن. 
  •  التأكد من سلامة مخارج الطوارئ وإزالة كل العوائق في الطريق إليها. 
  •  تعليم الطلاب على طرق المخارج في المدرسة وذلك بوضع نشرات إرشادية في كل فصل. 
  •  معرفة الفصول التي يكون فيها طلاب أو طالبات معاقين أو مرضى، للقيام بما يلزم في حال عملية الإخلاء. 
  •  تأمين الاحتياجات الضرورية لعملية الإسعاف والإخلاء من حقائب طبية وأدوات الإسعاف الأولية وكمامات وغيرها. 
  •  التوعية المستمرة لجميع العاملين في المدرسة لأهمية السلامة والأمن ومبادئ الوقاية. 
  •  القيام بالأنشطة والفعاليات المتعلقة بالأمن والسلامة وذلك في مناسبات متكررة، وتدريب الطلاب على وسائل السلامة داخل المدرسة. 

التعلم من الأزمات 

غالبا ما تكون الأزمات وخاصة الأزمات الكبيرة منها فرصة للتعلم، وتعتبر تمرينا على تعلم الأخطاء وتحليلها وأسباب الخال الذي أوصل إلى هذه الأزمة اقتراح حلول وبدائل يجنبنا الوقوع فيها مجددا، وهذا يكون في جميع الأزمات المالية والاجتماعية والسياسية والصحية ومنها التعليمية. 

ومن الملاحظ انه في مجال التعليم فقد تميزت العملية التعليمية بالتكيف سريع مع الأزمات الطارئة ومن ذلك مسألة التعليم عن بعد التي كانت في نطاق ضيق فأصبحت مسايرة وموازية للتعليم الوجاهي.  

يمكنك الاطلاع على مقال: التعليم عن بعد

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?