أسرار الصوم 

شرع الله تعالى على عباده عددا من العبادات يتقرب بها العبد إلى ربه، منها عبادات بدنية ومنها عبادات مالية، ومنها عبادات بدنية ومالية، ولكل هذه العبادات فوائد وأسرار ومقاصد، وفي هذا المقال سنتعرف على أسرار الصوم ومقاصد الإسلام من الصيام.  

تعريف الصوم  

الصوم في اللغة: هو الإمساك والامتناع، الطعام ي والشراب ي أو عن غيره ومنه الإمساك عن الكلام. 

معنى الصوم في الاصطلاح: هو الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع النية.

 ما هو الصوم في الحقيقة؟ هو قربة لله بما أراده من إمساك وتوجه بالنية لله . 

أنواع الصوم في الإسلام

والصوم في الإسلام أنواع: من هو السنة ومنه الفرض، فصوم رمضان فرض على كل من استطاع أن يصوم من البالغين العاقلين، ومن عجز عن الصوم لمرض أو سفر في صوم أياما أخرى قضاء، وعما المريض مرضا مزمنا أو كان كبيرا في السن يصعب عليه الصوم في دفع عن كل يوم فدية طعام مسكين. و صيام الكفارات أيضا فرض، أما صيام النافلة فهو كثير منه صيام الإثنين والخميس، وصوم يوم عرفة العشر الأول من ذو الحجة ، وأيام الليالي البيض وعاشوراء وغيرها. 

شروط الصيام وأركانه 

لصيام ركنان هما الإمساك والنية، وهما من أصل الصيام وماهيته، لا يكون صيام بدون إمساك، ولا يكون الصيام بدون النية. 

أما شروط الصوم: فحتى يكون الصيام واجبا أو فرضا لا بد من تحقق شروط: القدرة والبلوغ وهذه شروط وجوب، و والإسلام والزمان القابل للصوم هما شروط الصحة.

 مقاصد الصوم:

كتب الكثير من العلماء في موضوع أسرار الصوم، ومن بين هؤلاء العلماء أبو حامد الغزالي الذي خصص في قسم العبادات كتابته أسرار العبادات ومنها أسرار الصوم في إحياء علوم الدين. كما كتب غيره كذلك. 

إنما نعني بمقاصد الصوم، الحكمة منه أو ما هي أسرار الصوم، الإسلام في كل تشريعاته إنما يريد تحقيق مصالح للعباد في العاجل والآجل، الصوم الذي شرعه الله تعالى وجعله فريضة و ركن من أركان الإسلام أراد الله من ورائه مجموعة من المقاصد ينبغي على المسلم التعرف عليها من أجل أن يحققها في عبادته لله تعالى ومن هذه المقاصد؟ 

جعل الصيام فرضا على جميع الأمم: وذلك دليل على أهمية هذه الفريضة والعبادة لتكون وسيلة التقرب بين العباد وربهم في جميع الأديان، يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، الصيام شرع على المسلمين كما شرع على الأمم الأخرى، ولكن مع اختلاف الكيفية والزمان، فمع شرع علينا نحن المسلمين هو صيام رمضان، وفي فرضية الصيام على جميع الأديان فيه أسرار الصوم، منها: بيان أهمية هذه العبادة – التخوين على المسلمين المكلفين حتى لا يستثقلوا هذه الفريضة. – إثارة الهمم والعزائم للقيام بها وأخذها بقوة والتفوق على الأمم السابقة في أدائها. 

تقوى الله عز وجل: وهو مقصد لكل العبادات التي فرضها الله على عباده، وقد أجمله الله تعالى وذكره صريحا في فريضة الصوم وجعلة من أسرار الصوم، وذلك بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، فينبغي على المسلم أن يسعى إلى أن يحقق له الصيام في هذا الشهر تقوى الله عز وجل لأن الغاية من الصوم هو تحقيق مراقبة الله في السر والعلن. 

تزكية النفس: وذلك بتطهيرها من الرذائل وتزيينها بالفضائل، الصوم وفرصة للارتقاء بالنفس وتدريبها على محاسن الأخلاق، والإمساك عن الرذائل منها ك إمساكه عن الطعام والشراب والملذات التي قد اعتادها، والإمساك عن الطعام والشراب أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فلو أكل الصائم أو شرب وادعى مع ذلك الصوم فإن أحدا لا يعلم بذلك سوى الله سبحانه وتعالى، ومع هذا فالصائم يكون لوحده ويمتنع عن كل ما تشتهيه النفس مراقبة لله واحتسابا له، وهو من أسرار الصوم. 

مجاهدة الشيطان: وذلك بتضييق مجاري يعتمدها الشيطان في بني آدم، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاري الشيطان)، فالصيام يضعف قوة الجسد وميله إلى ارتكاب المعاصي، ويغلب فيه الميل إلى الطاعة والقرب من الله تعالى. 

الشعور بحاجة الفقراء: الصائم الذي يجوع طوال النهار، يعيشوا بعض وقته كما يعيش الفقراء الذين يشعرون بالجوع طوال السنة، فتتحرك فيه الرحمة وترق القلوب ويسارع الأغنياء للإنفاق على الفقراء ومساعدتهم، ولهذا شرع الله زكاة الفطر ي في رمضان. 

التيسير من الله تعالى على عباده: من أعطم أسرار الصوم إن الله تعالى قد فرض على عباده من الصوم شهرا واحدا من أشهر السنة، وعندما فرض بالك قال: {أياما معدودات}، يسرا عليهم بعدم التكليف فوق طاقتهم لعلمه بضعفهم، ولم يفرضه علينا طوال السنة أو شطرا منها في تضعف الهمم عن القيام به وأداءه، كما أن من مظاهر رحمة الله وتخفيفه على عباده في الصوم أنه أباح للمسافر والمريض أن يفطر فيه وأن يصوم أيام أخر عنده قدرته على ذلك. 

إكرام الله لعباده بالأجر العظيم: كثيرة هي أسرار الصوم، و من فوائد الصيام في الإسلام ما وعد الله تعالى عبادة أخذ الصائمين من أجر عظيم لا يتحصلون عليه في عبادة أخرى، يقول عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). 

وبعد هذا الذي بيناه من فوائد وأسرار الصوم، هل فقه المسلمون إسرار الصوم؟ فمن الضروري أن يتعرف المسلم على الغاية والمراد الذي أراده الله تعالى من تشريع هذه الفريضة ليسعى لتحقيقها إرضاء لله أولا وبحثا عن المصلحة والأجر له ثانيا. 

وفي هذا الذي بيناه نكون قد أجبنا عن السؤال الذي يتكرر دائما، ما الفوائد التي تعود على المسلم الصائم؟ 

الصيام في المسيحية  

ذكرنا أن فريضة الصيام فريضة قد كتبها الله تعالى على جميع الأمم والأديان السابقة، ومنها الدين النصراني، النصارى لديهم ما يسمى الصوم الكبير، وهو بحسب الديانة المسيحية يكون صوما لأربعين يوما يبدأ من يوم أربعاء الرماد حسب الطقس اللاتيني أو بيوم الإثنين بحسب الطقس الشرقي، ويستمر لستة أسابيع لينتهي قبل عيد القيامة. 

قد يهمك الاطلاع على مقال: كيف أستعد للعيد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?