شعر التفعيلة 

مقدمة حول شعر التفعيلة

اشتهر العرب بقول الشعر، حتى سمي الشعر ديوان العرب، كان للشعر أنواع منها شعر المديح والهجاء والغزل الوقوف على الأطلال وغيره من الأنواع، كما أن هناك أنواع الشعر، بينها الشعر الحر أو ما يسمى شعر التفعيلة، كما يسمى الشعر الجديد والنظم المرسل المنطلق 

تعريف شعر التفعيلة لغة واصطلاحا 

تعريف التفعيلة: التفاعيل جمع تفعيلة وهي لفظ في علم العروض اتفق القدماء أن تكون وزن للشعر العربي. 

ما المقصود بشعر التفعيلة اصطلاحا: هو شكل من أشكال الشعر العربي الذي يعتمد على وحدة القصيدة بدل وحدة البيت، وعدم التزامه بقافية واحدة للأبيات، مع كثرة وتعدد التسع يلات في الشطر أو في البيت الواحد. وهذا ما جعل هذا النوع من الشعر لا يقف عند استخدام بحر واحد من البحور الشعرية، بل قد يكون في القصيدة الواحدة عددا من البحور الشعرية. 

ويمكن للشعر الحر إلى أن يجعل النص الأدبي مقسم إلى وحدات تمثل الأبيات في الشعر العامودي، ويعتبر نموذجا ثالثا أو نوعا جديدا من أنواع الشعر بعد ظهور الشعر العامودي والشعر الموزون. 

لماذا سمي شعر التفعيلة بهذا الاسم؟

سمي بذلك نسبة إلى أنه يقوم على بنيته الإيقاعية من وحدة التفعيل، كما يسمى الشعر الحر لأنه متحرر من قيود النظمية من وزن وقافية أو هيكل لبنية القصيدة. 

أما الفرق بين شعر التفعيلة والشعر الحر، فالشعر الحر والتفعيلة هو نفسه لا فرق، وسمي بالشعر الحر أيضا لتحررهما من قيد القافية أو الوزن. 

ما أسباب ظهور شعر التفعيلة 

يعود ظهور هذا النوع من الشعر إلى مجموعة من الأسباب، من بينها: 

أسباب اجتماعية: التغير في المحيط الاجتماعي الذي يعيشه الشاعر، لا بد أن ينعكس على شعوره وحياته، وهذه التغيرات في البيئة الاجتماعية أو التطور العمراني والحضاري وتطور العلاقات مع الناس كل هذا ظهر أثره لينعكس على شعر جديد اسمه الشعر الحر.

أسباب أدبية: نقصد هنا تأثر الأدب العربي ومنه الشعر بالأدب الغربي بمذاهبه، وذلك لتقارب الحضارات واختلاطها من خلال التقارب الذي يحدث لدى بعض الأشخاص في زياراتهم أو دراساتهم في الغرب. 

أسباب نفسية: والتي ظهرت كرد فعلا في المجتمعات على ظلم الحكام وقاهر الشعوب نتيجة الاستعمار الذي عاشته الشعوب العربية لسنوات طويلة، فكان الشعر بابا ومتنفسا للتعبير عما يجول في عقول الناس وأفكارهم، ولعل اسم الشعر الحر هو رد على الكبت الكامن في نفوس الناس أو في نفوس أصحاب الشعر. 

التخلص من الرتابة: الرتابة هنا يقصد بها الالتزام بالقافية في الشعر العمودي، يرى أصحاب الشعر الحر أن القصيدة المكونة من شطرين وتتألف من عدد كبير من البيوت الشعرية لها ترتيب معين حيث يكون مطلعها كمقدمة ثم يكون الانتقال إلى الموضوع الرئيسي للقصيدة، وفي الشعر الحر خلصوا من هذه الرتابة يتناسب مع التطور الحاصل. 

الاهتمام بالمضمون: وهذا أيضا يقوله أصحاب الشعر الحر بأن الشعر الحر يهتم بالمضمون أكثر من الشعر العامودي الذي كان يهتم بالشكل الخارجي للقصيدة، ويحرص على ثبات القافية الموحدة وعدد التفعيلات وهذا على حساب التركيز على المضمون. 

العودة للواقع: ففي الشعر الحر فيستطيع الشاعر أن يعبر عن واقعه الذي يعيشه بشكل أفضل من الطريق الكلاسيكية أو التقليدية، بعيدا عن الحالة المثالية التي سيطرت على الفترة التي سبقت ظهور الشعر الحر. 

رواد شعر التفعيلة 

تعتبر نازك الملائكة الناقدة العراقية أول من أسس شعر التفعيلة، وذلك بعد أن كتبت قصيدة الكوليرا عام1974، كما قدمت عددا من الأعمال الأدبية بالمشاركة مع الشاعر بدر شاكر السياب، كما أن من رواد حركة الشعر الحر الشاعر المصري علي أحمد باكثير ومن سوريا الشاعر علي الناصر، ثم انتشرت هذه الحركة الشعرية في أرجاء الوطن العربي تدريجيا على يد عدد من الشعراء الكبار، من أمثال عبد الوهاب البياتي، وشوق البغدادي وسليمان العيسى مستني حال قاسم ومحمود درويش ونزار قباني، وغيرهم. 

مثال عن شعر التفعيلة

نماذج من شعر التفعيلة، نعرضها منها قصيدة لبدر شاكر السياب بعنوان أنشودة المطر، يقول فيها: 

عيناكي غابة نخيل ساعة السحر 

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر 

عيناك حين تبتسمان تورق الكروم 

وترقص الأضواء كالأقمار في نهر 

يرجّه المجداف وهنا ساعة السحر 

لأن ما تنبض في غوريهما النجوم 

بتغرق اني في ضباب من أسى شفيف 

كالبحر سرح اليدين فوقه المساء 

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف 

والموت، والميلاد، والظلام، والضياء. 

وقصيدة أخرى محمود درويش، بعنوان (إلى أمي)، يقول فيها: 

أحن إلى خبز أمي 

وقهوة أمي 

ولمسة أمي 

وتكبر فيّ الطفولة 

يوما على صدر أمي 

وأعشق عمري لأني 

إذا متُّ، 

أخجل من دمع أمي 

وقصيدة من شعر التفعيل لنزار قباني، عنوان (قارئة الفنجان)، يقول فيها: 

جلست والخوف بعينيها 

تتأمل فنجاني المقلوب 

قالت يا ولدي لا تحزن 

فالحب عليك هو المكتوب 

بصّرت ونجّمت كثيرا 

لكني لم أعرف أبدا  

أحزانا تشبه أحزانك 

 مقدورك أن تمضي أبدا 

في بحر الحب بغير قلوع 

وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع 

 أن تبقى مسجونا بين الماء وبين النار. 

ويلاحظ في الشعر الحر إنه يتميز بموسيقى معينة تقبل التلحين والغناء، في ذلك نجد إن كثيرا من هذه القصائد غناها عدد من الفنانين. 

خصائص شعر التفعيلة  

نعدد سمات شعر التفعيلة في العصر الحديث، فيما يأتي: 

وحدة التفعيلة: ويقصد به أن تكون القصيدة كاملة تنتمي لوحدة تفعيلة، وإن كان أكثر البحور استخداما في هذا الشعر هو البحور الممزوجة التي تشمل البحر الوافر والبحر السريع، وكذلك البحور الصافية من مثل بحر الرمل والبحر الكامل وبحر الرجز والهزج وغيره. 

القافية في شعر التفعيلة: عدم التقيد بالقافية، فالشاعر فيه لا يلتزم بهذا النظام الشعري المعروف بالشعر العمودي. 

استخدام الرمزية في التعبير: حيث يعبر الشاعر عن مشاعري في الخاصة أو ميوله بإشارات رمزية قد يصعب على المستمع أو القارئ فهمه ما يريد الشاعر. 

عدم الالتزام بعدد معين من التفعيلات: يمكن أن يكون هناك أكثر من تفعيل في البيت الواحد والمقطع الواحد. 

الخيال الشعري وكثرة الصور: وهذا ما يساعد الشاعر على تقديمي قصيدة تعكس أثرا في فكرته المطروحة في القصيدة. 

قابلية التدوير: بمعنى أن يأتي بعض التفعيلة في آخر البيت، والجزء الآخر منها يأتي في مطلع البيت الذي يليه. 

اللغة العامية: يمكن في شعر التفعيلة للشاعر أن يستخدم اللغة العامية في بعض قصيدته ولهذا يطلق عليه الشعر الحر. 

قد يهمك الاطلاع على مقال: شعر عن العراق مكتوب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?