الخطابة في العصر الأموي

نبذة عن الخطابة والمناظرات بالعصر الأموي.

مقدمة عن الخطابة في العصر الأموي


إن الخطابة في العصر الأموي كانت منتشرة بشكل كبير خاصة أنها انتقلت منذ عصر الإسلام وازداد عدد الخطباء فيما بعد.

وللإجابة عن التساؤل في أي عصر ازدهرت الخطابة، يبدو أن أهم العصور هو العصر الأموي، وأسباب وعوامل انتشار الخطابة في العصر الأموي هو التطور الفكري وتلاحق الأحداث السياسية والاجتماعية بالإضافة للفرق الدينية وهذا جواب لسؤال لماذا ازدادت الحاجة  الحاجة إلى الخطابة في عصر بني أمية.

أنواع الخطابة في العصر الأموي

استخدمت الخطابة في العديد من المناسبات الثابتة والمتغيرة ونذكر أبرز أنواع ونماذج من الخطابة في العصر الأموي التي انتشرت في هذا العصر كالتالي:

خطبة الجمعة

وهي خطبة ثابتة تحدث كل أسبوع، وتميزت بشكل كبير في العصر الأموي خاصة أنها كانت متأثرة بالأحداث السياسية.

وكانت الخطبة بمثابة التحليل السياسي لأي حدث حاصل أو موضوع محط نقاش في عهد الدولة الأموية.

المناظرات السياسية

إن المناظرة السياسية ليست حديثة النشأة بل يثبت مؤرخون أنها حصلت في العصر الأموي كمناظرة الخليفة معاوية مع وفد من الشيعة، وهي من أشهر المناظرات في العصر الأموي.

وتعتمد المناظرة على التخاطب بين طرفين أمام جمع من الناس ويحاول كل طرف إثبات وجهة رأيه بالمنطق والأدلة.

الخطبة الحربية

أيضاً من أنواع الخطبة التي انتشرت في العصر الأموي هي الخطبة الحربية التي كانت تحدث قبل حدوث المعركة.

ويستخدم في الخطبة الحربية الجمل التحفيزية التي ترفع من همة المقاتلين بالإضافة لمخاطبة العدو وإقناعه على الاستسلام.

وأكبر دليل على وجود الخطبة الحربية هو ما حصل مع طارق بن زياد عندما حاول تحفيز جنوده على الحرب وقال جملته المشهورة “أيها الناس: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر”.

ما سمات الخطابة في العصر الأموي

تطور الخطابة في العصر الأموي وتميزت بالعديد من الخصائص وجاء ذلك نتيجة تراكمات ثقافية وليست محض حدث حصل فجأة.

ومن بين خصائص الخطابة ما يلي:

  • تميز الخطابة بالتقسيم وتنظيم وتسلسل الأفكار المرتبطة بموضوع معين وحلاوة الألفاظ المستخدمة.
  • الدقة في توصيف المعنى واختيار أنسب المصطلحات المناسبة.
  • ظهر التوازن الموسيقي والسجع في الخطابة بالعصر الأموي، وكان ذلك يستخدم بمنطق وليس بإسراف.
  • التحضير جيداً للخطبة قبل اعتلاء المنابر بالإضافة للاهتمام بجمال المظهر.
  • ظهور الخطبة السياسية التي عرفت باستخدام التصورات لأي مشهد وبشكل متقن.
  • استخدام الإشارة أثناء الخطابة بحيث يتم لفت انتباه وتركيز المستمع.

من هم الخطباء في العصر الأموي

برزت الخطابة في العصر الأموي، بسبب بروز الخطباء المتميزين بفصاحة لسانهم هيبة واسعة في الدولة الأموية، ومكانتهم كانت بمكانة الشعراء، وتمت الاستعانة بهم لإنهاء الفتن أو رفع الهمم.

ومن بين أشهر الخطباء الذين ذاع صيتهم في العصر الأموي التالي ذكرهم:

 

الحجاج بن يوسف الثقفي

كان الحجاج بن يوسف الثقفي عرف من بين أشهر الخطباء في العصر الأموي وهو من القياديين البارزين آن ذاك.

ومن بين أبرز مواقفه عندما تمرد أهل العراق على عبد الملك واستعان بالحجاج الذي دخل إلى الكوفة وصعد للمنبر.

واحتقر من قبل الناس الحاضرين عندما كان ملتثماً وواضعاً إبهامه على فمه، وما إن أزاح اللثام قال:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا … متى أضع العمامة تعرفوني.

ثم أضاف على خطبته: “أما والله إني لأحمل الشر بثقله واحذره بنعله وأجزيه بمثله، أما والله إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وكأني أرى الدماء بين العمائم واللحى.

وأرفق خطبته ببيت شعري قال فيه:

هذا أوان الشد فاشتدي زيم … قد لفها الليل بسواق حطم.

ثم أكمل حديثه قائلاً: “ألا وأن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان نثر كنانته فعجم عيدانها، فوجدني أصلبها عوداً فوجهني إليكم”.

وتابع “إنكم أهل بغي وشقاق وخلاف ونفاق وطالما سعيتم بالضلالة وسننتم سنن البغي، أما والله لألحونكم لحو العصا ولأعصبنكم عصب السلمة ولأقرعنكم قرع المروة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، والله ما أخلق إلا فريت ولا أعد إلا وفيت”.

انتهى الثقفي من خطبته حتى امتدت هيبته بين أنظار الحضور وأذعنوا له.

الأحنف بن قيس التميمي

من بين أبرز الخطباء المؤثرين بالعصر الأموي، الأحنف بن قيس التميمي وهو سيد قبيلة تميم وكان يضرب به المثل في الحلم بين العرب.

ومن الذين يشهدون ببلاغة حديث الأحنف بن قيس وتأثيره على الناس معاوية بن أبي سفيان.

ففي إحدى المرات، كان الأحنف يجلس بمجلس الخليفة معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للأحنف معاتباً له بسبب تأييده لعلي بن أبي طالب وقال له: “يــا أحنف” فأجابه فوراً: “يـــامعاوية”.

فقال معاوية: “عهدتك حليماً يا أبا صخر” فأجابه الأحنف: “ليس على الند يا أمير المؤمنين”.

وتعجبت ابنة معاوية التي حضرت النقاش من جواب الأجنف، لكن معاوية قال لها: “الأحنف هو الذي إذا غضب، غضب لغضبه مئة ألف فارس من بني تميم لا يسألونه فيما غضب”.

موسى بن نصير

ممن تميز بالخطابة في العصر الأموي موسى بن نصير وهو قائد عسكري في عصر الدولة الأموية.

وعندما دخل إلى المغرب سنة 85 هجري، كان مشتركاً في جزء من المعارك، وكان شخصاً مجهولا لدى الجند والبربر والمسلمين وقتها.

وعندما دخلها تجمع الناس من حوله وهم ينتظرونه فخاطبهم بهذه الخطبة القصيرة:

إنما أنا رجل كأحدكم؛ فمن رأى مني حسنة فليحمد الله، وليحض على مثلها ومن رأى مني سيئة فلينكرها، فإني أخطىء كما تخطئون، وأصيب كما تصيبون، وقد أمر الأمير -أكرمه الله- لكم بعطاياكم وتضعيفها ثلاثا، فخذوها هنيئا مريئا، ومن كانت له حاجة فليرفعها إلينا وله عندنا قضاؤها على ما عز وهان، ومع المواساة إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

وأثرت الخطبة القصيرة جداً بالجند الذين سارعوا للعمل من أجله ولقي كلامه استحسانهم.

وكان من تم ذكرهم من أبرز الخطباء المؤثرين بخطباتهم على المتلقين من الناس، كما هناك من الخطباء التالي ذكرهم:

  • صعصعة بن صوحان.
  • سليمان بن صرد.
  • عبيد الله بن عبد الله المري.
  • البعيث المجاشعي.
  • النخار بن أوس العذري.

قد يهمك أيضاً الاطلاع على الموضوع التالي:

100%
رائع جداً

الخطابة في العصر الأموي

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما رأيكم بالمادة؟

نرجو منكم تقييم المقالة وإبداء أية ملاحظات أو الإبلاغ عن أي خطأ حتى نقوم بتعديله على الفور حرصاً على نشر المعلومة الصحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?