الحكمة في الأدب الأموي

الحكمة بالعصر الأموي وشعرائها.

مقدمة عن الحكمة بالأدب الأموي


إن الحكمة في الأدب الأموي لم تظهر بذاك العصر بل تمتد إلى العصر الجاهلي خاصة أن شعر الحكمة عند العرب ذاع صيته لتأثيره على المستمعين له.

ففي العصر الجاهلي كان الشاعر لا يعتبر فحلاً إلا إذا نطق بالحكمة مع أن قول الحكم ليس بالأمر السهل فهو يتطلب العلم الواسع بمجال ما.

 

مفهوم شعر الحكمة

الحكمة لغة: العلم بأفضل الأمور والأشياء ومعرفة بأمور الفقه والعدل.

الحكمة اصطلاحاً: قول بليغ موجز يصدر عن ذي فكر منير وعقل رشيد ويحتوي على رأي أو علم أو تجربة أو عظمة والقصد منه التصحيح والتعديل والتوضيح والتوجيه.

وينبغي فيمن يقول الحكمة أن يكون عالماً أو فقيهاً في أمر أو شيء وملماً بجوانبها حتى يكتب الحكم التي تحاكي المنطق الإنساني.

أما العصر الأموي فقد حمل معه تراثاً حافلاً بالحكم واشتهر بوجود أفواه وأقلام قلما نجد لها نظير في العصور الأخرى.

خصائص شعر الحكمة

لظهور غرض الحكمة في الأدب الأموي عدة خصائص تميزه ولعل أبرزها ما يلي:

  • اعتماد الشعراء على الألفاظ السهلة الفهم وسريعة إيصال المعنى.
  • قوة التراكيب والقياس والمقارنة بين الأشياء والأحداث.
  • التأكيد على القيم السامية والأخلاق التي تغنى بها الشعراء ذاك العصر.
  • بروز الاستعارة والتشابيه والكناية في قصائد الأدباء التي كان غرضها الحكمة.

 

أمثلة عن شعر الحكمة بالأدب الأموي

ظهرت الحكمة لدى عدد من الشعراء الذين عاصروا بني أمية فتأملوا بحياتهم وواقعهم وكتبوا الحكم التي ترجمت نظرتهم للحياة.

ومن بين أبرز شعراء الحكمة في العصر الأموي ما يلي ذكرهم:

الفرزدق

كتب الفرزدق العديد من الأبيات الشعرية في الحكمة ومن الأمثلة ما قاله:

لا يكتم السر إلا من له شرف *** والسر عند كرام الناس مكتوم

السري عندي في بيت له غلق *** ضلت مفاتيحه والباب مردوم

كما قال:

يا طالب الطب من داء تخوفه *** إن الطبيب الذي أبلاك بالداء

فهو الطبيب الذي يرجى لعافية *** لا من يذيب لك الترياق بالماء

أبو الأسود الدؤلي

عرف أبو الأسود الدؤلي الذي يعتبر واضع علم النحو بقوله الكثير من الشعر عن الحكمة وله:

وعجبت للدنيا ورغبة أهلها *** والرزق فيما بينهم مقسوم

والأحمق المرزوق أعجب من أرى *** من أهلها والعاقل المحروم

ثم انقضى عجبي لعلمي أنه *** رزق مواف وقته معلوم

الأخطل

عرف الأخطل بشعره الجميل الرصين وكان أبرز شعراء العصر الأموي وما قاله بغرض الحكمة ما يلي:

ما يضير البحر أمسى زاخراً *** أن رمى فيه غلام بحجر

كما قال:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا

عمر بن أبي ربيعة

وهو من شعراء الدولة الأموية ويعتبر من زعماء فن التغزل في زمانة وكان له في ذلك بعض الحكم حيث يقول:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى *** فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا

 


من الممكن أن يهمك الاطلاع على الشعر في العصر الأموي عبر الرابط التالي:

100%
رائع جداً

الحكمة في الأدب الأموي

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما رأيكم بالمادة؟

نرجو منكم تقييم المقالة وإبداء أية ملاحظات أو الإبلاغ عن أي خطأ حتى نقوم بتعديله على الفور حرصاً على نشر المعلومة الصحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?