فنون النثر الأندلسي

النثر بالأدب الأندلسي.

مقدمة عن النثر الأندلسي


إن فنون النثر الأندلسي تنوعت بين الخطابة والرسائل والمناظرات والمقامات الأندلسية وسنتحدث عن سمات النثر الأندلسي وكيف كان شكل النثر لدى الشعراء أيّام الأندلس.

وبرع شعراء الأدب الأندلسي في فنون النثر وهناك العديد من الأمثلة عن فنون النثر في العصر الأندلسي والتي تشبه إلى حدا فنون النثر العربي الحديث.

 

ما هو النثر؟

النثر هو نوع من الأدب ويعبر عن الكلام الفني الجميل الذي يتم نثره بأسلوب جيد لا يحكمه نظم إيقاعي مثل الشعر ويتميز بانتقاء اللغة واختيار الأفكار الجلية.

ومن أبرز فنون النثر المنتشرة هي الخطابة والمشرحية النثرية وفنون النثر الوصفي والقصة، ويعتبر النثر أدب إنشائي.

وإن أنواع النثر هي اثنان كما التالي:

النثر العادي

والذي يدور بين كلام الناس في المعاملات ويعرف بلغة التخاطب والتفاهم.

النثر الفني

وهو الذي يغلب عليه الأسلوب الفني ويحتوي على عناصر منها حسن الصياغة وجودة سبك الكلام ومراعاة اللغة وغيرها.

 

أهم فنون النثر الأندلسي

انتشر النثر في العصر الأندلسي ولوحظ استخدامه في القصائد النثرية من قبل شعراء الأندلس وهناك البعض من الأمثلة.

ورصد أربعة أنواع من النثر كانت مستخدمة من قبل الشعر في العصر الأندلسي وهي:

الخطابة في العصر الأندلسي

عرفت الخطابة بأنها الحديث المنطوق تمييزاً لها عن الحديث المكتوب وتطورت منذ العصر الجاهلي وصولاً للعصر الأندلسي.

وكان من المتوقع أن يكتب الشعراء الأندلسيين في الخطابة كثيراً ولكن لم يصل إلا بعض الخطب.

في المقابل، يقول أدباء، إن “النثر كان مزدهراً على عكس ما يقال وازدهر منذ بداية العصر الأندلسي وحتى عصر الطوائف ومن ثم ضعفت الخطابة بعدها”.

ويبدو أن سبب قلة الخطب التي وصلت إلى عصرنا الحالي هو ضعف التدوين أو قد تكون بسبب إبادة الإسبان لإرث العرب بعد استيلائهم على الأندلس.

ومن الأمثلة عن الخطابة في العصر الأندلسي قول عبد الرحمن الداخل في حربه مع يوسف الفهري وهو يصبرهم:

هذا اليوم هو أس ما يبنى عليه: إما ذل الدهر وإما عز الدهر، فاصبروا ساعة فيما لا تشتهون، تربحوا بقية أعماركم فيما تشتهون”.

الرسائل في العصر الأندلسي

من فنون النثر الأندلسي البارزة أيضاً هي الرسائل والتي تقسم إلى ديوانية أو كما تعرف بالسلطانية وهي الصادرة عن الخليفة وتوجه للولاة والعمال وقادة الجيش، والإخوانية وهي التي تدور بين الإخوان والأصدقاء وغيرهم.

والرسائل كان لها العديد من الأنواع ونذكر أبرزها وفق ما يلي:

  • رسائل التهاني.
  • رسائل التعازي.
  • رسائل التهادي.
  • رسائل الشفاعات.
  • رسائل التشوق.
  • رسائل الاستزارة.
  • رسائل اختطاب المودة.
  • رسائل خطبة النساء.
  • رسائل الاستعطاف.
  • رسائل الاعتذار.
  • رسائل الشكاوى.
  • رسائل استماحة الحوائج.
  • رسائل الشكر.
  • رسائل العتاب.
  • رسائل السؤال عن المرضى.
  • رسائل الأخبار.
  • رسائل المداعبة.

وإن كل نوع من أنواع الرسائل هذه قد يكون لها أنواع أخرى تندرج تحتها.

ومن الأمثلة عن الرسائل رسالة الوزير لسان الدين بن الخطيب لصديقه ابن خلدون وقال فيها:

“أما الشوق فحدث عن البحر ولا حرج، وأما الصبر فسل به أية درج، بعد أن تجاوز اللوى والمنعرج، لكن الشدة تعشق الفرج، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج، وأني بالصبر، على إبر الدبر. بل الضرب الهبر. ومطاولة اليوم والشهر حتى حكم القهر، وهل للعين أن تسلو سلو المقصر. عن إنسانها المبصر، أو تذهل ذهول الزاهد. عن سرها الرائي والمشاهد. وفي الجسد مضغة يصلح إذا صلحت فكيف حاله إن رحلت عنه ونزحت، وإذا كان الفراق هو الحمام الأول. فعلام المعول، أعيت مراوضة الفراق على الراق، وكادت لوعة الاشتياق، أن تفضي إلى السياق”.

المناظرات في العصر الأندلسي

وهي من فنون النثر الأندلسي التي ظهرت بشكل جلي وتعتمد على إظهار كل من المتناظرين القدرة البيانية والبراعة في الأسلوب بالموضوع الذي يتناوله.

والمناظرات في العصر الأندلسي تقسم إلى ما يلي:

  • مناظرات خيالية.
  • مناظرات واقعية.

ومن المناظرات ما جاء بعضها على شكل رسائل مثل رسائل بن برد الموجهة إلى الموفق أبي الجيش مجاهد العامري وفيها تنعقد مناظرة بين السيف والقلم.

ومن المناظرات أيضاً رسائل ابن بحر بن ادريس للأمير عبد الرحمن بن السلطان يوسف بن عبد المؤمن بن علي والتي تحولت لمناظرة بين مدن الأندلس.

المقامات الأندلسية

من فنون النثر الأندلسي أيضاً المقامات الأندلسية وتعريفها لغة: المجالس، والسادة، ومقامات الناس مجالسهم.

ومن أشهر المقامات مقامة أبي حفص الشهيد الذي تحدث فيها عن رحلته وكيف تمت استضافته من قبل بدوي وقال:

ثم قام من مكانه ، ودعا بصبيانه، وأغراهم بديكٍ له هرم ليذبحه في طاعة الكرم، وأدرك الديك ما يبيت له من الشر ، فوقف خطيبًا يذكر أهل البيت بأفضاله عليهم قائلاً: “أيها السادة الملوك! فيكم الشاب مُتِع بالشباب ، والأشيب نوَر شيبه مع الكواعب والأتراب، وقد صحبتكم مدة، وسبحت الله تعالى على رؤوسكم مِرارًا عدة ، أوقظكم بالأسحار، وأؤذن بالليل والنهار، وقد أحسنتُ لدجاجكم سفادا ، وربيتُ لكم من الفراريج أعدادا، فالآن حين بلي في خدمتكم تاجي أُنعى إلى دجاجي؟، وتُنحى الشفرة على أوداجي؟ …..”

 

سمات النثر في العصر الأندلسي

إن النثر الأندلسي تميز بعدة سمات وخصائص ومن أبرز ما يمكن ملاحظته ما يلي:

  • النثر كان مناسب لطبيعة الناس وظروفهم.
  • النثر ليس أندلسي إنما قيل أيام كان العرب في الأندلس.
  • النثر كان يميل بعض الأحيان لبساطة الأفكار.
  • النثر اعتبر امتداداً للنثر المشرقي الذي يميل للإيجاز وبلاغة العبارة.
  • النثر الأندلسي تجنب المقدمات الطويلة والألقاب العديدة.
  • النثر كان يتطرق إلى موضوعات سياسية ودينية وأمور القبائل والعهود والرسائل والتوقيعات وغيرها.

 


اقرأ المزيد من المعلومات حول الشعر الأندلسي عبر الرابط التالي:

100%
رائع جداً

فنون النثر الأندلسي

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما رأيكم بالمادة؟

نتمنى في حال وجود أية أخطاء أن ترسلوا لنا تصحيحاً عبر التعليقات أو عبر الايميل الرسمي: [email protected]

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?