معركة بلاط الشهداء 

مقدمة حول معركة بلاط الشهداء

من المعارك الكبرى التي حدثت في التاريخ الإسلامي معركة بواتييه أو ما يسمى معركة بلاط الشهداء، والتي حدثت بالقرب من مدينتي تورز الفرنسية، في قلب أوروبا، وتأخذ هذه المعركة أهميتها حيث أنها وقعت في مكان متقدم في قلب أوروبا، ولأن نتيجتها كانت ستغير العالم لو أن المسلمين انتصروا في هذه المعركة. 

ما هو سبب تسمية معركة بلاط الشهداء بهذا الاسم؟

سميت هذه المعركة بهذا الاسم بسبب وقوعها بالقرب من بلاط قصر في تلك المنطقة، بالإضافة إلى كثرة الشهداء الذين سقطوا في المعركة من المسلمين والذين لا يعرف عددهم بالضبط فأطلق على هذه المعركة معركة بلاط شهداء، وبذلك علمنا لماذا سميت معركة بلاط الشهداء بهذا الاسم 

أسباب معركة بلاط الشهداء 

بعد تولي عبد الرحمن الغافقي الأندلس وكان رجلا صالحا حيث أقام سنة 112 للهجرة واليا فيها سنتين وسبعة أشهر، بدأ غزوه لأرض الروم وكانت له انتصارات عدة، حيث وصلت سرايا المسلمين إلى قلب أوروبا وإلى جنوب تاريس بكيلو مترات قليلة، أحس الفرنجة عندها خطر المسلمين وضرورة إعداد جيش قوي لمواجهة المد الإسلامي، فجمع شارل مارتل من الفرنجة التي جيشا يواجه به المسلمين، وتوجه إليه المسلمون بجيش يقوده عبد الرحمن الغافقي بنفسه، فكان بذلك اللقاء الذي كان على أرض فرنسا قريبا من مدينة بواتييه، وكانت الغاية والهدف عنده عبد الرحمن الغافقي هو إيصال الإسلام ونشره في كامل أوروبا. 

متى وقعت معركة بلاط الشهداء؟  

حدثت معركة بواتييه بعد اجتياز المسلمين جبال البيرينيه في سهل واسع اسمه بواتيه من الأرض الفرنسية، وعلى مسافة 340 كم جنوب غرب باريس، و حدث ذلك في شهر رمضان سنة114 الهجرة والموافق للعاشر من أكتر سنة732م، وكم عدد المسلمين في معركة س بلاط الشهداء؟ ذكر المؤرخون تقديرة لإعداد جيش المسلمين و جيش الفرنجة إلا أن الأعداد ذكرت بشكل تقريبي وليست بشكل دقيق، وكان ال تقديراتهم تستند إلى قراءتي جغرافية أرض المعركة وكم تستوعب من جنود، وكذلك قدرة شارل مارتل على جمع جنود من بلاده، بينما بالغ من أرخ لهذه المعركة من الغربيين فجعل عدد المسلمين يفوق عدد الفرنجة بأضعاف كثيرة وهذه أرقام أيضا غير دقيقة، حيث التقى جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي ومعه من الجند ما بين الستين  وسبعين مقاتلا، وقوات الإفرنج التي جمعت من أوروبا. 

من هو قائد الفرنجة في معركة بلاط الشهداء؟ بينما كان قائد الفرنجة هو شارل مارتل، الذي يقود جيشا يصل إلى 75 مقاتلا. 

و وقد ذكرت المصادر الإسلامية أعدادا تشير إلى أن عدد المسلمين كان 50 ألفا أمام أربعمائة ألف استطاع قائد الفرنجة أن يجمعهم من محاربين ومرتزقة وعامة وعبيد.

ما هو سبب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء؟ 

استمرت المعركة مدة تسعة أيام دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب، وفي اليوم العاشر حمل المسلمون على الفرنجة حتى أزاح وهم عن مواقعهم، لكن الفرن جا من خلال فرقة الفرسان استطاعوا أن ينفذ إلى تجمع الغنائم التي كانت للمسلمين خلف جيشهم، وهنا ترك عدد من المجاهدين المسلمين أماكنهم ليلتحقوا بالدفاع عن غنائمهم، تخلخلت صفوف المسلمين وارتبكت حركتهم ما أدى إلى استشهاد قائدهم، وإعمال القتل فيهم فكانت النتيجة أن خسر المسلمون هذه المعركة نتيجة عدد من الأسباب من أهمها: 

•  الطبيعة الجغرافية التي وقعت فيها المعركة حيث اجتاز جيش المسلمين جبال البيرينيه وسلك طرقا وعيرة حتى وصلوا إلى أرض المعركة. 
•  مقاومة الفرنجة والسكان المحليين في هذه المعركة للمسلمين لعلمهم أن خسارتهم في هذه المعركة تعني خسارة أوروبا، ومن ما ساعدهم على ذلك معرفتهم بطبيعة الأرض التي يقاتلون فيها ومعرفة طرقها. 
•  بعد المسلمين عن نقاط الإمداد الأساسية حيث أنهم أصبحوا في قلب أوروبا بعيدا عن أرض الأندلس. 
•  استشهاد قائد المسلمين عبد الرحمن الغافقي وتفرق كلمة المسلمين في الجيش، كيف كان الجيش المسلم مختلطا بعناصر البربر والعرب مع ما كان ما بينهم من صراع وقتها، وهذا سبب من أسباب عدم التجانس الذي أدى للاختلاف. 
•  اهتمام المسلمين أثناء المعركة بالأموال التي جلبوها معهم من الغنائم التي اكتسبوها في غزواتهم ومعاركهم السابقة، ولما فهم الفرنجة وذلك، أرادوا زعزعة تصفي المسلمين باستهداف مكان الغنائم فتفرقت جموع المسلمين وتركت أماكنها في ميمنة الجيش وميسر ته وانطلاقها للدفاع عن الغنائم. 

نتائج معركة بلاط الشهداء 

تكمن أهمية هذه المعركة بنتائجها التي وصلت إليها والتي لو كان الظفر فيها للمسلمين لكانت من أهم معارك المسلمين وأكثرها تأثيرا في العالم، ولعل من أهم النتائج لهذه المعركة: 

•  انسحاب جيش المسلمين و بعد ثباتهم لأيام عدة ومقتل قائدهم عبد الرحمن الغافقي، ونظرا لعدم التكافؤ قرر قائد المسلمين الانسحاب بالجيش في جنح الظلام للحفاظ على ما تبقى من جندي المسلمين راجعين ه إلى قاعدتهم في أربونة، وفي اليوم الحادي عشر استيقظ الفرنجة صباحا فلم يجدوا أحدا من جيش المسلمين، وتقدموا بحذر إلى مضاربهم فوجدوها خالية ووجدوا الغنائم والخيرات، لكنهم لم يستطيعوا اجتياح المعسكر ظنا منهم أن ذلك خدعة قام بها المسلمون. 
•  خسارة المسلمين بهذه المعركة مع الفرنجة، ما أدى إلى توقف الزحف الإسلامي في أوروبا وعاقبه بعد ذلك انحسار في التمدد الذي كان للمسلمين في الدول الغربية ونشر الإسلام فيها. 
•  استشهاد عدد كبير من جيش المسلمين دونه تحديدي عدد الشهداء بالضبط لكثرتهم وصلت في بعض التقديرات إلى 12,000 شهيد، وتوفي عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، ولا بد من أن نذكر أن الروايات الأوروبية والتي غالبا ما تكون المصادر في الكتابة حوله هذه المعركة ونتائجها قد بالغت كثيرا في ذكري قتل المسلمين حتى ذكرت بعض مصادرهم أن عدد القتلى وصل إلى 375000 قتيل، ولا شك أنهم أيضا ذكروا أن أعداد جيش المسلمين قد تجاوزت أربعمائة ألف مقاتل بينما كان زيش الفرنجة بحسب رواياتهم ما يقرب ال70,000 مقاتل، هذه أرقام غير واقعية. 
•  بينما قتل من الفرنجة 1500 قتيل ولكن هذه الأرقام ليست دقيقة.  
•  اعتبرت معركة بواتيه بلاط الشهداء . في تحول المد الإسلامي في أوروبا، حيث حددت نتيجة المعركة مصير هذه القارة التي كان يمكن أن تكون مسلمة بكاملها لو ربح المسلمون هذه المعركة 

ماذا يحدث إذا انتصر المسلمين في معركة بلاط الشهداء؟ 

لو أن المسلمين انتصروا في هذه المعركة لو فتحت لهم أبواب أوروبا كاملة، وللتخلص الفرنجة من جهالتها واستبدادها، وهذا ما عبر عنه كثير من كتاب الغرب حيث قالوا: ” لو انتصر المسلمون في بواتيه ل قرئ القرآن وفسر في أكسفورد وكمبردج”، ولا تغير وجه العالم كاملا وغطى الإسلام بتشريعاته وسماحته أكثر من نصف الأرض. 

كتب عن معركة بلاط الشهداء 

المصادر الإسلامية المهتمة بالتاريخ الإسلامي والمعارك والفتوحات فيه لم تذكر تفاصيل كثيرة عن معركة بلاط الشهداء، بينما تؤخذ المعلومات عن هذه المعركة غالبا مما كتبه الفرنجة و بالتفاصيل الدقيقة التي وصلت في بعضها إلى ذكر أساطير ومبالغات كبيرة حول هذه المعركة واعتبارها نصر إلهي للمسيحية على الإسلام، ومن أهم من كتب حول معركة بواتييه – بلاط شهداء الدكتور شوقي أبو خليل في سلسلة المعارك الكبرى في الإسلام. 

قد يهمك المقال التالي: سيرة الظاهر بيبرس الحقيقية.