مدارس الأدب المقارن

أبرز مدارس الأدب المقارن في الغرب

مقدمة عن الأدب المقارن


يعرف مدارس الأدب المقارن على أنه يجسد الانتقال من بلد لآخر ومن لغة لأخرى ومن ثقافة لأخرى بطريقة فنية منهجية، ويبحث عن علاقات التشابه والقرابة والتأثير بين الآداب العالمية.

ويعتبر أدباء أن مصطلح الأدب المقارن ليس دقيقاً بالمراد منه خاصة أنه منهجاً دراسياً وليس أدباً إبداعياً، لكن المصطلح انتشر بشكل واسع بين الباحثين في مجال الأدب.

مدارس الأدب المقارن
مدارس الأدب المقارن

خصائص الأدب المقارن

للأدب المقارن عدة اختصاصات ومنها جاءت أهميته خاصة أنه يسعى في أهدافه إلى فهم مجتمع لآخر والتخلص مما يعرف بالغزو الثقافي الذي يعتمد على مسح ثقافة مجتمع مقابل إضفاء وتطبيق ثقافة أخرى في المجتمع الآخر، ومن أبرز خصائص الأدب المقارن ما يلي:

  • يعتمد الأدب المقارن على الحوار باعتباره جسراً لتواصل الثقافات الأدبية المختلفة مع بعضها البعض.
  • يركز الأدب المقارن على الإنسانية عن طريق إيضاح التقارب بين الآداب القومية.
  • يعتمد الأدب المقارن على الترجمة التي ازدهرت بوجوده، فهي القوة الأساسية التي تشكل منها الأدب المقارن.
  • المساواة الثقافية حيث يهدف الأدب المقارن إلى إنهاء الظلم الذي عانت منه ثقافات مجتمعية معينة بالإضافة إلى عدم تهميش وتقليد أي ثقافة أدبية انتشرت في مجتمع ما.

أبرز مدارس الأدب المقارن

تزامنت نشأة مصطلح الأدب المقارن مع وجود أبرز مدارس الأدب المقارن هي الأمريكية والفرنسية والسلافية أو الروسية.

المدرسة الفرنسية

تعتبر المدرسة الفرنسية أن دراسة الأدب المقارن تعبر عن مدى التأثر والتأثير فيما بين ثقافات المجتمعات اعتماداً على أساسيات صارمة ودقيقة.

ويطبق رواد المدرسة الفرنسية ما يعرف بالتأريخ والفلسفة التي تعتمد بشكل رئيسي على النسبية الزمانية والمكانية.

ويعني ذلك أن لكل مجتمع زمان ومكان وتقليد وذوق ومعايير وضوابط ونظام سياسي واقتصادي واجتماعي وحتى نفسي أدى إلى خلق بيئة أدبية معينة.

ومن أبرز الأدباء الذين ارتادوا المدرسة الفرنسية هم:

  • فان تيجم.
  • فرنسو جويار.
  • رينيه إيتامبل.

المدرسة الأمريكية

يرى رواد المدرسة الأمريكية أن الأدب المقارن يجب معالجته من زاوية علمية، ولا بد من اعتماد وحدة التجارب الأدبية والعمليات الخلاقة.

ويعرف من يرتاد المدرسة الأمريكية الأدب المقارن على أنه: الدراسة الأدبية المستقلة عن اللغة والعنصرية والسياسة، عكس المدرسة الفرنسية التي تعتبر الأدب المقارن متعلقاً بالمنهج التاريخي.

من أبرز رواد المدرسة الأمريكية للأدب المقارن رينيه ويليك.

المدرسة السلافية أو الروسية

وظهرت المدرسة السلافية في روسيا ودول أوروبا الشرقية الاشتراكية، وكانت من أهم المدارس التي عالجت مفهوم الأدب المقارن وفقاً لزاوية إيديولوجية.

وتتميز المدرسة السلافية بأنها نظرت للأدب المقارن نظرة شمولية تجسدت بالكون والمجتمع والثقافة والأدب.

وتؤمن المدرسة بأن هناك علاقة بين القاعدة المادية للمجتمع والبناء الفوقي الذي يكوّن الثقافة والأدب أبرز مكوناته.

وللمدرسة السلافية نسق ثقافي يختلف عن المدرستين الفرنسية والأمريكية، خاصة أن المدرسة السلافية تعتمد على فكرة أن الأدب يتشكل بناء على تجربة اجتماعية محددة تعكس الواقع الاجتماعي.

وتعرف المدرسة السلافية بأنها تقتصر دراساتها على التأثير لا التأثر، حيث أنها ترى الغرب غير مدين لأحد خارج نطاقه.

من رواد المدرسة السلافية جيرمونسكي.
مدارس الأدب المقارن
مدارس الأدب المقارن

نشأة الأدب المقارن

أول البلدان التي خرج منها الأدب المقارن ونشأ فيها هي فرنسا وكان ذلك منذ سنة 1827 وكان آبيل فيلمان أول رجل كان له شرف تطوير الأدب المقارن وهو الذي قام بتسميته بهذا المسمى، ولكن مع ذلك هناك آراء تناقض ذلك في نشأة الأدب المقارن إذ تم الإجماع على انه بدأ من دولة أمريكا سنة 1958 ميلاديًا وكان مؤسسه هو رنييه ويلك وهو يعمل في النقد الأمريكي ومن ضمن دروسه التي سبق له شرحها في إحدى محاضراته درس أزمة الأدب.

ما هي مراحل تطور الأدب المقارن؟

تطور الأدب المقارن لسبب رئيسي وهو قيام الثورة الفرنسية التي حدثت في عام 1789 م والتي حرص المواطنين فيها على عرض مطالبهم والتي لم يلبيها لهم الملك لويس ال 16 خلال فترة حكمه في فرنسا.

وفي أثناء ذلك كانت هناك إضطرابات في النظام السياسي والنظام العقائدي وعلى المستوى الإجتماعي أيضًا التي إنطلقت في معارضة قوية ضد لويس، وكان نتيجة هذه الثورة تحولات كبيرة وتطورات في تعريف الأدب المقارن من الناحية الإنتاجية والدراسية.

ومن ضمن مراحل تطوره أنه إنفتح على الكثير من التيارات الأدبية من موضوعات ومذاهب وقصص غير واقعية ومجموعة من النماذج الانسانية ومن ضمن الوظائف التي اهتم بها الأدب المقارن العثور على المؤثرات الموجودة في العبارة المنفردة والعثور أيضًا على عناصره ومشتملاته حتى يتم اكتشاف نقطة الوصل بين المعلومات المشتركة في الأدب المقارن والآداب الأخرى.

ما هي أهمية الأدب المقارن؟

  تجلى فوائد الأدب المقارن في السطور الآتية:

  • شكل من أشكال الحوار الجيد المنظم بين ثقافة المواطن والثقافات الغريبة عنه وهذا ما يؤدي بدوره إلى إمكانية تفاهم الشعوب واتصالهم ببعضهم البعض دون وجود أي صعوبة للحصول على الإمدادات التجارية والثقافية وتبادلها.
  • وجود وجه شبه كبير بين التراث الفكري والحضاري بين الشعوب وبعضها.
  • الأدب المقارن شجع على تطور علوم الترجمة وأصبح هناك فرصة عظيمة لمن يهتمون بتعلم اللغات المتنوعة بفضل ذلك في الانتفاع بهم وإتاحة لهم الوظائف الشاغرة في مجال الترجمة.

خلاصة عن مدارس الأدب المقارن

لا يقتصر مفهوم الأدب المقارن على تحليلات المدارس الثلاث الآنفة الذكر، بل هناك مدارس أخرى عالجت مصطلح الأدب المقارن من زوايا أخرى، ومن أبرزها:

  • المدرسة الألمانية.
  • المدرسة الإنجليزية.
  • المدرسة الإيطالية.
  • المدرسة العربية.

ويؤكد أدباء أن مصطلح الأدب المقارن ظهر للمرة الأولى في فرنسا وعالجته المدرسة الفرنسية الأدبية.

واستخدم للكتابات التي لم تصنف تحت أي من الدراسات الأدبية والتي تبدو ذات أهمية متجاوزة لنطاق الأدب القومي.


إن وددت القراءة أكثر عن الأدب المقارن فقد اخترنا لك هذا المقال:

100%
رائع جداً

مدارس الأدب المقارن

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما تقييكم للمادة؟

نرجو منكم تقييم المقالة وإبداء أية ملاحظات أو الإبلاغ عن أي خطأ حتى نقوم بتعديله على الفور حرصاً على نشر المعلومة الصحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?