قصة نبي الله يوسف

قصة نبي الله يوسف من القصص التي ذكرت في القرآن الكريم وتحمل العديد من الرسائل إلى المؤمنين وفيها عظة للصابرين الذين يحتسبون صبرهم عند الله عز وجل، فقد صبر يعقوب على فراق ابنه يوسف بعدما كادوا إخوته له كيدًا وألقوه في غيابة الجب، وكانت مدة صبر نبي الله يعقوب 40 عامًا، وهي مدة كبيرة وقد إختبره الله في أحب شيء لديه وهو ابنه المدلل يوسف عليه السلام، وقد نجح يعقوب في الإختبار وصبر صبرًا جميلًا كان فيه الخير له ولولده فالتقى به أخيرًا وهو ملكًا على مصر، وفي السطور الآتية سنوضح لكم تفاصيل قصة نبي الله يوسف كما وردت بكتاب الله جل وعلا.

قد يهمك:قصة يونس عليه السلام

قصة سيدنا يوسف مختصرة

كان يوسف عليه السلام منذ صغره لطيفًا وكان الأقرب إلى قلب والده يعقوب عليه السلام، وكان له 10 من الإخوة كانوا أكبر منه والأخ الحادي عشر هو بنيامين قريبًا منه في العمر، فكان يعقوب يدلل ابنيه الصغيرين ويفضلهما على بقية أبنائه.

وكانت بداية قصة نبي الله يوسف عندما أتى يوسف الصديق إلى والده وقص عليه رؤياه وهي أنه قد رأى 11 كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، استبشر نبي الله يعقوب خيرًا برؤية صغيره وأخبره ألا يقصها على إخوته حتى لا يتربصون له ويحاولون إيذائه.

كان يوسف مطيعًا وبالفعل لم يخبر أحدًا أبدًا بتلك الرؤيا غير والده، حتى جاء يوم شعر فيه إخوة يوسف بالضجر من إهتمام والدهم بيوسف وعدم تفرغه لهم فهم أيضًا لديهم الحق في الحصول على حنان الأب ودلاله، فقرروا أن يفتعلون خطة ليأخذوا يوسف من حضن أبيه.

كانوا كالعادة يذهبون لإحضار البضائع التي يتاجرون بها من مصر وقالوا لوالدهم أنها ستكون رحلة ممتعة لو أن يوسف خرج معهم ليرتع ويلعب ولا يظل حبيس المنزل، لكن والدهم كان يرفض حتى قطعوا له وعدًا بأنهم سيرجعونه سالمًا إليه ووضعوا دليل على ذلك بأنهم عصبة وجماعة لا يمكن أن يمسه الضر وهم محيطون به.

وافق يعقوب عليه السلام وترك لهم يوسف ولكنهم لم يصدقوا الوعد وقال أحدهم إقتلوا يوسف أو إطرحوه على الأرض حتى يخلوا لكم وجه أبيكم، ولكنهم أبوا ووجدوا هذا المصير قاسيًا فقال أحدهم لا تقتلوه بل ألقوه في هذا البئر بالصحراء ليلتقطه بعض السيارة من هذا الطريق.

لم يكن يعقوب يشعر بالأمان على ولده لكنه توكل على الله ولم يدع خوفه يقيد يوسف بجواره، وحدث ما توقعه ورجعوا إلى أبيهم وهم يبكون وكان الوقت عشاءً، وإدعوا أنهم كانوا غافلين عن يوسف في حمل بضائعهم فأكله الذئب.

ورغم أدلتهم الكاذبة ودم إحدى الحيوانات التي قاموا بذبحها على قميص يوسف ليتأكد يعقوب من موت ولده، إلا أنه قال في نفسه بل سولت لكم أنفسكم أمرًا وإحتسب صبره عند الله وقال فصبرٌ جميل.

ومن هنا يأتي الفرج عندما تتحسر على شيء لم ترغب بغيره ولكنك فقدته فجاءك خبر فقدانه وخسارته فاكتفيت بقول الحمدلله والالتزام بالصبر وأنت على يقين بأن ما أصابك مقدرًا ومهما هربت منه سيصيبك حتمًا، وهذه هي الخلاصة من قصة نبي الله يوسف عليه السلام.

قد يهمك: قصة هارون عليه السلام

قصة سيدنا يوسف وزليخة

وكما جاء في قصة نبي الله يوسف كان القدر يسير كما أراد الله جل وعلا ولم يبقى يوسف طويلًا في البئر وأخده أحد السيارة من البدو، وقاموا ببيعه فكان نصيبه أن اشتراه عزيز مصر وبعدها إتفق مع زوجته أن يتخذوه إبنًا لهم لأنهم لم يكن لديهم أبناء.

قضى يوسف في قصر العزيز بضع سنين حتى صار رجلًا يافعًا وإزداد جمالًا واصبح أجمل شباب مصر، ففتنت به زليخة زوجة العزيز ووقعت بحبه وأرادت منه أن يخضع لطلبها في فعل ما لا يرضاه الله.

 وقد إعترف نساء المدينة بجمال يوسف عندما قامت زليخة بدعوتهم إلى بيتها بعد الأقاويل التي قيلت عنها من نساء المدينة وقدمت لهم الفاكهة والسكين وجعلت يوسف يخرج عليهم.

فقطعن أيديهن فور رؤيته ولم يشعروا بذلك من شدة جماله قالوا في وصفه أنه ليس ببشر إن هو إلا ملك كريم، وهنا قالت زليخة هذا الذي ألقيتم اللوم علي فيه، ولم يسلم يوسف من نساء المدينة فكانوا هم أيضًا يراودونه عن نفسه.

فدعا ربه أن ينجيه من كيدهم بأن يدخله السجن فهو أحب إليه من أن يصبو إليهم، فقد كان يخشى غضب الله عليه ولأن يوسف تعفف أنجاه الله وزوجه من زليخة بعد موت عزيز مصر، وقبلها أظهر برائته للجميع وإعترفت زليخة بذنبها وإستغفرت ربها.

وفي نهاية قصة نبي الله يوسف أصبح يوسف من بعد وفاة عزيز مصر هو الملك على مصر وإنتظر مشيئة الله حتى الموعد المنتظر عندما إحتفظ بأخيه بنيامين عنده ودعا إخوته وأباه بالحضور، ومن ثم أظهر المفاجئة بأنه هو عزيز مصر وسجد له إخوته ووالديه وتحققت رؤياه السابقة.

ومن هنا نتعلم من قصة نبي الله يوسف أن اليقين في الله يأتي لك بالمعجزات ويخرج لك كل ما ظننته مستحيلًا يومًا ليكون ممكنًا أمام عينيك، اليقين ليس بتوفر الأدلة وحسب بل مع إنقطاع الأمل في بلوغ الهدف يأتيك شعور بأن الله لن يضيعك ولن يخيب آمالك حتى وإن مكثت في بلائك طويلًا.