صلاة الرغائب 

مقدمة عن صلاة الرغائب 

قد جعل الله تعالى لعباده خصوصية في بعض الأوقات يزاد فيها العطاء والأجر، ومن بين هذه الأوقات شهر رجب، وخص بعضهم أول ليلة جمعة فيه، فيما يسمى صلاة الرغائب، نتعرف في هذا المقال على معنى الرغائب، وحكم هذه الصلاة وكيفيتها. 

معنى الرغائب 

الرغائب في اللغة، من رغبة يرغب رغبا، وهي جمع رغيبة، وتأتي بمعنى المرغوب فيه، أو العطاء الكثير. 

أما الرغائب في الاصطلاح: فهي تطلق على الصلاة التي تصلى بين المغرب والعشاء في أول ليلة جمعة من شهر رجب، وسميت كذلك ليه ما فيها من العطاء الكثير والأجر، وتسمى أيضا صلاة يوم الرغائب، وصلاة ليلة رجب، وصلاة الغفيلة. 

حكم صلاة الرغائب 

هذه الصلاة كما مر معنا تكون في أول ليلة جمعة من شهر رجب، والعلماء في حكمها على رأيين: 

 يرى بعض العلماء أنها مندوبة، وهؤلاء من المتأخرين الذين دافعوا عنها، من أبرزهم ابن الصلاح الشهرزوري، مستدلين بحديث صلاة الرغائب وفيه: (لا تغفل عن أول ليلة جمعة فيه فإنها تسميها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى ثلث الليل لم يبقى ملك في السماوات والأرض إلا يجتمعون في الكعبة وحواليها ويضطلع الله عليهم اطلاعه فيقول لهم يا ملائكتي سلوني ما شئتم فيقولون ربنا حاجتنا إليك أن تغفر ل صوام رجب في قول الله تعالى قد فعلت ذلك). 

 بينما ذهب جمهور الفقهاء على أن صلاة الرغائب بدعة حقيقية، ذكر ذلك الكثير من العلماء فقد جاء في الموسوعة الفقهية: ” نصف الحنفية والشافعية على أن الصلاة في أول جمعة من رجب، وفي ليلة النصف من شعبان بكيفية مخصوصة أو بعدد مخصوص من الركعات بدعت منكرة”، ورد و الحديث الذي استند إليه المجيزين بشأن صلاة الرغائب بأنه حديث موضوع مكذوب لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.

 وقال الرملي في فتاويه: ” لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة ليلة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب باطل، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وقد ذكرها بعض العلماء المتأخرين ولم يذكرها المتقدمون لأنها أحدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد السنة الأربعمائة للهجرة، ولذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها”. 

لذلك هم يرون كراهة الاجتماع لصلاة ليلة الرغائب، وكذلك بطلان الحيل التي يتخذها البعض من أن يجعل هذه الصلاة نذرا حتى يجعلها فرضا، ويتخلص من كونها نافلة أو بدعة. 

وبذلك يتبين أن صلاة أول ليلة جمعة من رجب لم تكن معروفة في القرون الأولى، وإنما ظهرت بعد أربع مية سنة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأحاديث التي وردت فيها موضوعة لا أصل لها، ولذلك أعتبرها جمهور الفقهاء من المسلمين أن هذه الصلاة مكروهة وهي بدعة محدثة، ولا يجوز أن تصلى فرادى ولا جماعة، ولم يفعلها السلف الصالح، وخاصة أن فيها عدد معين من الركعات.

وأما أن يجتهد الإنسان في شهر رجب أو غيره من الشهور، فيزيد من الصلوات والقيام والعمل الصالح دون تحديد ليوم معين أو هيئة معينة من الصلاة فهذا أمر لا ينكره أحد من العلماء 

كيفية صلاة الرغائب 

ذكر المتأخرون من العلماء الذين استحبوا هذه الصلاة كيفية خاصة في عدد الركعات وما يقرؤه المصلي في كل ركعة والأوراد من التسبيح والاستغفار عقب الصلاة، وهذا خاص فيما سموه الرغائب، فقالوا باستحباب صيام يوم الخميس الأول من رجب، ثم صلاة اثنتي عشرة ركعة، أما صلاة الرغائب وقتها : صلاة الرغائب أول خميس من رجب، ويكون في أول ليلة جمعة من رجب ما بين صلاة المغرب والعشاء. 

أما نية صلاة الرغائب: ينوي من يريد أن يصلي هذه الصلاة، وأما كم عدد ركعات صلاة ليلة الرغائب؟ فسنة الرغائب اثنتي عشرة ركعة، تخلي كل ركعتين واخت مهما بتشهد وسلام يقرأ في كل ركعة بالفاتحة، وسورة القدر ثلاث مرات، سورة الإخلاص 12 مرة. 

ثم يجلس ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم 70 مرة، ويقول اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله. 

ثم يسبح الله تعالى بقوله سبوح قدوس رب الملائكة والروح 70 مرة. 

ثم يدعو الله سبحانه وتعالى بالمغفرة، ويقول: ” رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم).

 ثم بعد ذلك يسأل الله حاجته ويتضرع إليه لتحقيقها، هكذا نكون قد أجبنا عن كيفية صلاة ليلة الرغائب، وما هو دعاء ليلة الرغائب.  

هل يجوز أن نصلي صلاة الرغائب بعد صلاة العشاء؟ 

الأصل في هذه الصلاة أن تصلى عند من أجازها بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء، وهذا هو الوقت المناسب لها، إما صلاتها بعد العشاء فمنهم من أجازه لمن لم يجد الوقت لصلاتها في وقتها ما بين العشاءين. 

ما هي أعمال ليلة الرغائب 

يستحب عند من يجيز صلاة ليلة الرغائب الإكثار من عمل الطاعات فيها ويبدأها بصيام يوم الخميس، ثم يقوم بأداء صلاة ليلة الرغائب اثنتي عشر ركعة، ويكثر فيها من الاستغفار والدعاء والعمل الصالح، كما يستحب له قيام هذه الليلة، التضرع إلى الله تعالى وسؤاله حاجاته. 

صلاة الرغائب عند الشيعة 

علماء الشيعة أيضا ذهبوا إلى ما ذهب إليه بعض علماء السنة المتأخرين من استحبابه الصلاة في أول ليلة جمعة من رجب، ومن علماء الشيعة الذين تحدثوا عن صلاة ليلة الرغائب إبن طاووس الذي قال: ” وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلته أنا من بعض كتب أصحابنا رحمهم الله فقال في جملة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله في ذكر فضل رجب” ثم ذكر الحديث دون أن يسنده، وقد ذكرها عدد من علماء الشيعة أيضا في كتبهم مستدلين على جوازها بهذا الحديث الذي رواه أهل السنة.  

والحديث الذي استند إليه الشيعة في جواز هذه الصلاة، هو ذاته الحديث الذي يرويه أهل السنة في أعلى سنده، هو حديث الموضوع عند أهل السنة. 

قد يهمك المقال التالي: أروع قصص التاريخ الإسلامي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?