حقيقة الحرب في سوريا

عن الحرب السورية.

مقدمة عن الحرب في سوريا


إن حقيقة الحرب في سوريا قد تكون معقدة بعد مرور قرابة تسع سنوات منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011م ولكن هناك مسببات رئيسية يعيدها المحللون إلى تعنت النظام الحاكم بالبلاد واستبداده.

توثق اليوم المنظمات الدولية ملفات ضخمة من الانتهاكات المتعلقة في حقيقة الحرب في سوريا عن طريق المنظمات والأفراد في سوريا.

 

سوريا قبل الحرب

لم تكن سوريا قبل الحرب على ما يرام بسبب الفساد المتفشي في أجهزة السلطة والمؤسسات بدعم من العائلة الحاكمة للبلاد.

وقد يبدو للمشاهد صور سوريا قبل وبعد الحرب ولكن لا يلفت نظره وجود النظام السوري المتمثل بعائلة الأسد وعلى رأسهم بشار الأسد في السلطة رغم ما حلّ بالشعب السوري من كوارث.

ويمكن تفصيل وضع سوريا قبل الحرب بعدة مظاهر رئيسية لا يختلف عليها سوريان وهي كالتالي:

  • انتشار الرشاوى والمحسوبيات والفساد في معظم مؤسسات الدولة.
  • تسلط الأجهزة الأمنية على المدنيين بسبب وبدون سبب.
  • سياسة تكميم الأفواه التي اتبعها النظام الحاكم عبر أربعة عقود منذ انقلاب حافظ الأسد.
  • انتشار فروع المخابرات وازدياد أعدادها وإخفاء معتقلي الرأي قسرياً.
  • قلة الفرص بل ندرتها أمام الشباب الباحث عن عمل بعد التخرج من الجامعات.
  • انتشار ما يعرفون بالشبيحة وهم عبارة مافيات مدعومة من قبل النظام ولهم صلاحيات مطلقة.
  • الانغلاق الاقتصادي لسوريا والاقتصار على التعاون مع دول معينة مثل إيران وروسيا والصين.

ولا تقتصر المظاهر على ما سبق فحسب، فعلى سبيل المثال المواطن السوري كان يضطر للعمل عشرين سنة من دون أن يصرف من مرتبه ليرة سورية واحدة حتى يستطيع شراء منزل في حي شعبي.

ولم يكن أثرياء سوريا الذي بنوا ثروتهم خلال هذه الحقبة سوى داعمين للنظام الحاكم ورموزه مقابل السماح لهم باستمرار استثماراتهم.

عدا عما سبق، فإن السوريين الذين خرجوا بمئات الآلاف بمظاهرات يطالبون بإسقاط النظام كانت أبرز مطالبهم الحرية والكرامة.

 

سبب الحرب في سوريا

بدأت الثورة السورية انطلاقاً من درعا عندما كتب مجموعة أطفال سوريين عبارات مناوئة للنظام على الجدران فاعتقلهم الأمن.

واحتجزوا من قبل رئيس فرع الأمن السياسي، عاطف نجيب، آن ذاك وهو ابن خالة بشار الأسد، وتلقوا تعذيباً على يدي عناصر الأمن.

وعندما تدخل مشايخ وكبار الشخصيات في درعا من أجل الإفراج عن الأطفال، تلقوا الإهانات من قبل عاطف نجيب لتبدأ المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح الأطفال.

ظل النظام متعنت ولم يستجب لمطالب الاهالي، لتنطلق المظاهرات في مدن أخرى وصلتها أخبار درعا مثل حمص وأرياف دمشق.

وكانت مطالب الثوار السوريين في البداية قيام النظام بإصلاحات بعدة مجالات لكنه لم يستجب، لتتحول إلى مطالب بإسقاط النظام خصوصاً بعد مقتل الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب.

النظام واصل تعنته وروج إعلامه إلى أن الطفل حمزة متهم بقضية اغتصاب! وأن المتظاهرين خرجوا يشكرون ربهم لنعمة المطر!

استمرت الانتهاكات بحق المدنيين وتوسعت في المقابل رقعة المظاهرات حتى بدأت الانشقاقات تتوالى من الجيش وكان أول منشق عن النظام هو سيادة المقدم حسين هرموش.

 

حقيقة الصراع في سوريا

إن ملخص الأزمة السورية يمكن اختصارها ببعض الأسطر وفق عيون مطلعين عن كثب لما حدث في سوريا خلال تسع سنوات.

وبدأت بالمظاهرات السلمية التي رفعت مطالب محقة تعد من أقل حقوق الإنسان في الكثير من الدول الأخرى.

انتقلت الثورة للتسليح بعد فقدان الأمل خصوصاً مع تزايد انتهاكات النظام بين قتل المدنيين واعتقالهم وإخفائهم قسرياً.

في المرحلة التالية، تدخلت فصائل ترفع رايات إسلامية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة وحاولت تسلم زمام المعارضة والقضاء على الجيش الحر.

تمخض عن جبهة النصرة تنظيم “داعش” في عام 2013 وأعلن عن دولته المزعومة بعد سنة وكان الثوار عسكريين ومدنيين من أهدافه قبل النظام ورموزه.

مع تعقد الأمور، باتت الدول الأخرى تتدخل بسوريا علناً بحجة مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش، وشكلت التحالف الدولي لإنهاء التنظيم.

تدخل تركيا في شمال سوريا وتسلمت زمام الأمور في الوقت الذي دعمت الولايات المتحدة قوات كردية أسست ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا.

في المقابل، امتلأت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية بالإضافة لشبيحة النظام.

ودعمت روسيا النظام وبحجة مكافحة الإرهاب أدى قصف الطيران الروسي لمقتل عشرات آلاف المدنيين في المناطق المحررة من النظام.

 

نتيجة الحرب في سوريا

تم تهجير أكثر من ستة ملايين لاجئ سوري إلى خارج البلاد وأكثر من 10 ملايين داخل سوريا، بينما قتل أكثر من نصف مليون سوري على يد عدة أطراف أبرزهم النظام وميليشياته.

يوجد أكثر من 100 ألف معتقل سوري مختفٍ قسرياً في سجون النظام السوري وقد وثقت أسماؤهم المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية.

راح أكثر من نصف مليون ضحية الحرب في سوريا بسبب إجرام جيش النظام وأجهزة مخابراته والفصائل المتشددة.

تفشت الفوضى في عموم البلاد وسرقت خيراتها سواء من نهب الآثار أو الامتيازات التي نالتها الدول الحليفة للنظام.

خسرت الليرة السورية أضعاف قيمتها وتراجع إجمالي الإنتاج الزراعي والصناعي بالإضافة للنشاطات التجارية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.

باتت سوريا من أخطر البقع الجغرافية على مستوى العالم خصوصاً مع وجود تنظيم داعش الذي ارتكب الجرائم الفظيعة بحق السوريين.

 

هل انتهت الحرب في سوريا

قد يتساءل البعض متى تنتهي الحرب في سوريا  أو ما نهاية الحرب في سوريا ولصالح من؟ أو هل اقترب الحل في سوريا؟

الأسئلة السابقة الذكر مجهولة الأجوبة بسبب عدم وجود معطيات واضحة رغم المحاولات السياسية للانتقال السلمي للسلطة بالوقت الذي يتحجج فيه النظام ويحاول إفشال هذه المحاولات الأممية.

ويروج النظام السوري إلى أن الأزمة انتهت وبشار الأسد انتصر ولكن الوقائع تصوّر غير هذا الادعاء في الوقت الذي لا تزال مساحات واسعة خارج سيطرة النظام.

كما أن البعض يقول إن النظام بات لا يتحكم بقراره مع تدخل كل من روسيا وإيران بشؤون البلاد وتوجيههم لسياسة النظام.

وانقسم السوريون بين مؤيد ومعارض ومحايد بينما تروج بعض الأطراف لإقامة نظام حكم فيدرالي في الوقت الذي بات من الصعب فيه جمع السوريين تحت نظام حكم مركزي.

 


بعد الاطلاع على موضوع حقيقة الحرب في سوريا نعرف أنكم قرأتكم الكثير ولكن قد يهمكم أيضاً الاطلاع على الموضوع التالي:

100%
رائع جداً

حقيقة الحرب في سوريا

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما رأيكم بالمادة؟

نرجو منكم تقييم المقالة وإبداء أية ملاحظات أو الإبلاغ عن أي خطأ حتى نقوم بتعديله على الفور حرصاً على نشر المعلومة الصحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?