القصة في القرآن 

مقدمة حول القصة في القرآن

أحد أهم الأساليب التي استخدمه القرآن الكريم في الدعوة إلى التوحيد والشريعة الإسلامية، أسلوب القصص القرآنية، وهي أسلوب تربوي يستخدمه التربويون، وفي هذا المقال نتعرف على القصة في القرآن، والحكمة منها وأهم هذه القصص. 

ومفهوم القصة في التعريف الاصطلاحي: هي الإخبار عن قضية ذاتي مراحل متعددة يتبع بعضها بعضا. 

أما القصص القرآني هي القصص التي أخبر الله بها في القرآن تتحدث عن أحوال الأمم السابقة والنبوات وقائع الماضي وتاريخ الأمم، وإنما يقصها الله علينا تسلية لأنبيائه ولتعتبر قصص وعبر من القرآن. 

ما هي القصص التي وردت في القرآن الكريم؟ 

أنواع القصص القرآني التي جاءت في كتاب الله تعالى يمكن أن تنقسم إلى ثلاثة أقسام: 

الأول: القصة في القرآن التي تتحدث عن الأنبياء ودعوتهم لأقوامهم، ورد أقوامهم على هذه الدعوة وسلوكهم في تكذيب الأنبياء أو تعذيبهم وتهجيرهم، وكذلك المعجزات التي جاءت على أيدي الأنبياء والرسل والتي على الله ليتحدى بها الأنبياء أقوامهم إثبات لصدقهم، ومن أمثلة في ذلك قصة نوح وقصة إبراهيم وقصة موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 

الثاني: قصص من التاريخ الماضي يحكيها الله لنا لأخذ العبرة ودروس ويريد منورها إيصال رسائل تتعلق بالتوحيد واتباع الرسل وتصديقهم، وأن النجاة لا تكون إلا بذلك، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف وقصة أصحاب الأخدود وطالوت وجالوت وغيرها من القصص الكثير. 

الثالث: قصص تتعلق بأحداث وقعت في زمن النبوة من الغزوات ومواقف الأقوام مع دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. 

ميزات القصص القرآني 

تمتاز القصة في القرآن عن غيرها من القصص التي نقرأها في كتب الروايات والأدب بمجموعة من الخصائص التي تميزت بها ومن أهمها: 

  •  أنها من أحسن القصص وأروعه وأنفعه وذلك لقول الله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص}. 
  •  يقصد منها أخذ العبرة والدروس لتقويم السلوك وحسن السيرة، يقول تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}. 

عناصر القصة في القرآن 

القصة لا تكون إلا إذا توافرت فيها عناصر معينة تعتبر الأساس في بنيانها، ويستقيم معها مقياس النقد الأدبي، وعدم توفر شيء من هذه العناصر يعني أن الذي كتب لا يمكن أن يطلق عليه اسم قصة، وعناصر القصة في القرآن: 

  •  القالب والمضمون: فالقصة في القرآن تتعلق بحدث تاريخيا أو سيرة لشخص أو نبي لتعرض على حياة الناس من جديد بغاية العظة وأخذ الدرس، وكأن هذا الحدث التاريخي من خلال عرضه كقصة يبعثوا بعثا جديدا بعد أن كان ميتا، ولا شك أن لذلك أسلوبه وطريقته. 
  •  الزمان والمكان: لكل قصة في القرآن الكريم زمان حدثت فيه ومكان، وقد يعرضها الله تعالى مشيرا إلى زمانها ومكانها معا، أو يراد منها العبرة فلا يذكر تفاصيل الزمان والمكان ليخدم ذلك الهدف من عرضها وهو العبرة والعظة. 
  •  الشخصيات: أو ما يمكن أن يسمى أبطال القصة بأسمائهم ومسمياتهم، وخاصة فيما يتعلق في قصص الأنبياء والرسل في حدد الأسماء والشخصيات، وفي كثير من القصص الأخرى لا يهتموا القرآن بذكر الأسماء وإنما يكتفي بذكر القصة وتفاصيلها دون أن يذكر الاسم لعدم الفائدة من ذكره أو لأنه لا فائدة من ذكر الاسم، في قصة موسى عليه السلام عندما أراد أن يتعلم على يد الرجل الصالح في سورة الكهف، ذكر اسم موسى ولم يذكر اسم الرجل الذي كان برفقته، والذي كان موسى يبحث عنه ليتعلم منه. 

كم نسبة القصص في القرآن  

يمكن أن نتساءل كم عدد القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وفي الجواب نذكره أن العلماء لم يهتموا ل إحصائه القصص التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بعدد معين، وذلك لأن القرآن لم يذكر القصة بهدف التسلية، وإنما كان الاهتمام من علماء التفسير بالدروس والعبر المستفادة من هذه القصص. 

كما أنه لم يبين العلماء نسبة القصة في القرآن إلى عدد آيات القرآن الكريم، وإنما ذكروا بعض قصص القرآن بالترتيب، ومن ذلك: قصة لقمان، قصة يوسف وامرأة العزيز، قصة السامري والعجل، قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود، قصة حمار العزيز، قصة ناقة صالح، صفة المؤمن والكافر، قصة أصحاب الجنة، والقصص التي جاءت في سورة الكهف، وغيرها من قصص القرآن الكثير. 

من أعظم القصص في القرآن 

جميع أنواع القصة في القرآن التي ذكرها الله في كتابه هي قصص هامة وعظيمة، لأنها جاءت تخدم أهدافا ومقاصد تسعى لإسعاد الإنسان ونجاته في الدنيا وفي الآخرة، وقد ذكر الله تعالى في بعض القصص أنها من أحسن القصص ومن ذلك ما جاء في مقدمة قصتي يوسف عليه السلام في سورة يوسف عندما قال الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص}، وهذا الكلام يشمل قصة يوسف عليه السلام والتي جاءت في سورة متكاملة، كما يشمل قصص القرآن الأخرى. 

ما الحكمة من ذكر القصص في القرآن؟  

أو لنقل من هدف من القصص في القرآن؟ أو ما هي مقاصد قصص القرآن وأغراضه؟ وللإجابة على ذلك نقول أن من فوائد القصة في القرآني: 

  •  توضيح أسس الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أسلوب القصص الذي اتبعه القرآن الكريم في إيصال الأفكار للناس. 
  •  تثبيته قلب النبي صلى الله عليه وسلم لما يراه من تكذيب قومه له في دعوتهم إلى الإسلام، في ذكر له من قصص الأنبياء السابقين ونكر اني أقوامهم لدعوتهم وما حل بتلك الأقوام. 
  •  الاتعاظ والاعتبار من تلك القصص والحذر من الوقوع بما وقع به من سبقنا. 
  •  اتباع الأسلوب القصصي ك طريقة من الطرق التعليمية المحببة للنفوس والتي تحمل معان وعبر بطريق شيق وماتع. 
  •  في إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال ذكر وقائع وأحداث وقصص حدثت في التاريخ الغابر الذي لا يعلمه أحد إلا من أوتي أخبار مماثلة في كتب سماوية سابقة ليدل ذلك على أن من أخبر بهذه الأخبار لا يمكن إلا أن يكون رسولا مرسلا من عند الله تعالى. 
  •  والاطلاع على قصص الأمم السابقة وما جرى لها عند تكذيبها للأنبياء والرسل الذين جاءوا إليها، والعقاب الذي حل بهم حين أنكر دعوة الأنبياء والرسل ولم يتبعوهم، وذلك للعلم أن السعادة في الدنيا وفي الآخرة لا تكون إلا باتباع الرسل وأهل الصلاح والإصلاح.  

ما أغرب القصص في القرآن الكريم؟ 

وردت في القرآن الكريم قصص قرآنية عجيبة، يذكر القرآن الكريم كثيرا من القصص التي هي محل عجب وغرابة لدى الناس، ويشير القرآن أحيانا إلى غرابة هذه القصة في القرآن ومن ذلك قول الله تعالى عندما أراد أن يعرض قصة أصحاب الكهف: {إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}، ومثل ذلك يقال في قصة هاروت وماروت، وقصة بلعام بن باعوراء، وغيرها من القصص الذي تكمن غرابته في أحداثه التي تكون خارقة للعادة كمثل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، فأماته الله مية عام ثم بعثه.  

قصص القرآن للأطفال:

من أهم الوسائل التربوية التي يجب العناية بها في رعاية وتربية الأطفال وتعليمهم الدين والتوحيد والقيم، اتباع القصة عموما كطريقة في تعليمهم، وخاصة استخدام القصة في القرآن لما فيها من المصداقية والتأثير والمتعة، والأثر الكبير في ربط الطفل بالقرآن وبالدين، ويمكن استخدام برامج وعروض أعدت لذلك بشكل جيد من عروض الكترونية تبين قصص الأنبياء، وقصص الحيوان في القرآن، وغيرها من الرامج.

قد يهمك الاطلاع على مقال:

قد يهمك المقال التالي: قصة نبي الله يوسف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?