الدعاء في الإسلام 

من أهم العبادات، حتى سمي لأهميتة مخ العبادة، الدعاء في الإسلام، نتعرف في هذا المقال على الدعاء تعريفه وأهميته وشروطه.

تعريف الدعاء لغة واصطلاحا

معنى الدعاء لغة: هو الرغبة إلى الله، كما يأتي الدعاء في الإسلام بمعنى الطلب، هو عبادة يتوجه بها العبد إلى الله تعالى بطلبي عنايته وعونه في تحقيق احتياجاته برفع الضرر عنه وجلب النفع لهم. 

ومن ذلك نعلم أن الدعاء لا يكون إلا من العبد لربه لأنه عبادة محضة لا يقصد بها غير الله تعالى 

حديث في الدعاء: يقول عليه الصلاة والسلام ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم إذا نكثر، قال الله أكثر 

أهمية الدعاء في الإسلام 

يكتسب الدعاء أهميته كونه عبادة تربط العبد بربه، إذا كل العبادات مفادها إعلان العبد ضعفه وعجزه وحاجته لله تعالى، والاستعانة به في كل حركاته وسكناته، وهذا هو معنى العبودية لله تعالى، ويمكن أن نجمل القول في أهمية الدعاء في الإسلام بما يلي: 

  • الدعاء هو أفضل عبادة يستشعر فيها الإنسان حقيقة العبودية والتذلل لله تعالى ولذلك جاء في حديث عن الدعاء ومكانته يقول فيه عليه الصلاة والسلام: (الدعاء هو العبادة)، وفي رواية أخرى الدعاء مخ العبادة. 
  • الدعاء فيه مظهر الالتجاء إلى الله تعالى والاحتماء به فيعيش الإنسان في ظل حفظ الله وعنايته في دفع البلاء بالدعاء، ويحقق الإنسان حاجاته بالدعاء من خلال الاستعانة بالله تعالى. 
  • الدعاء في الإسلام يجعل الإنسان في غاية الطمأنينة والرضا، وذلك عندما يرفع الإنسان يديه يرفع أمره لله تعالى فيطمئن إلى أن الله لن يخيبه.  

ما هي شروط الدعاء في الإسلام 

ليس الدعاء أن يتوجه العبد إلى ربه يقول كلمات ويسمى ذلك دعاء، إنما الدعاء عبادة تجمع بين القال والحال، بمعنى ألفاظ يقولها وعبارات وقلب خاشع راج من الله، ولذا ذكر العلماء شروطا أو آدابا لقبول الدعاء، منها: 

  • إعلان التوبة إلى الله تعالى وتطهير ي الباطن، قيل للحسن: ندعو فلا يستجاب لنا، فقال: دعا كم الله فلم تستجيبوا له. 
  • حضور القلب: يقصد به خشوع القلب في توجهه إلى الله تعالى لأن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب لا ه منشغل. 
  • إظهار الافتقار والتذلل بين يدي الله تعالى، بإظهار العجز وكثرة الرجاء والصدق الاستعانة به سبحانه وتعالى. 
  • العزم في الدعاء: الدعاء في الإسلام يجب أن يكون تأكيدا لحاجة وطلب وعزما فيه على تحقيق هذا الطلب، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له). 
  • عدم الاستعجال في حصول الاستجابة: فإن ذلك يكون سببا في رد الدعاء، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله يستجيب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت ربي فلن يستجب لي). 
  • أن يكون المطعم والمشرب والملبس للعبد من الحلال، يقول عليه الصلاة والسلام: (ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول: يا رب، ومطعمه حرام ومشربه من حرام وملبسه من حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له). 
  • أن لا يدعو بشر: وقد مر معنا في المقدمة حديث بذلك. 

آداب الدعاء في الإسلام 

يسن لمن أراد أن يدعو الله سبحانه وتعالى لا بد أن يلتزم آداب الدعاء في الإسلام.

  • أن يتوجه إلى القبلة مع رفع اليدين عند الدعاء 
  • أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، ويختمه أيضا بالثناء على الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
  • وأن يتحرى أوقات الاستجابة: ساعة يوم الجمعة، وليلة القدر، وعنده صعود الخطيب المنبر، وقبل الإفطار للصائم، الثلث الأخير من الليل. 
  • أن يتجنب التكلف أثناء الدعاء باستخدام عبارات مسجوعة، وإنما اكتفي أن يكون الدعاء من القلب مع بساطة العبارة دون تكلف. 
  • خفض الصوت أثناء الدعاء فإن الله قريب يسمع ما جاتنا، يقول الله تعالى{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان}. 

ولعل سائل أن يسأل: ما هو أفضل الدعاء؟ الجواب أفضل الدعاء في الإسلام ما حقق فيه العبد شروط الدعاء وآدابهم ولعل أهمها أن يكون الدعاء من القلب مع الثقة بإجابة الله لهم. 

الدعاء المستجاب 

الجميع يسأل عن استجابة الدعاء، وما هو أقوى دعاء مستجاب؟ وما هي أوقات استجابة الدعاء؟ 

وفي الجواب نقول الدعاء المستجاب هو الدعاء الذي حقق فيه المسلم شروط الدعاء من توجه القلب بصدق إلى الله، مع العزم في الطلب، وتحر للحلال في المطعم والمشرب والملبس، وتحرى أوقات استجابة الدعاء سيكون مقبلا على الله بقلبه ووجهه ويديه ملحا على الله بالدعاء بدون تكلف.  

إن تحقق حقق ذلك فلا بد أن هذا الدعاء مستجاب، والاستجابة محققة لا شك في ذلك ويتركوا كيف يستجيب الله وماذا سيعطي ومتى فهذا أمر نتركه لله تعالى معا يقيننا بتحقق الإجابة. 

وهناك عدد كبير من قصص الصالحين مع الدعاء، تؤكد قول الله تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}. 

أنواع الدعاء 

الدعاء في الإسلام على نوعين: 

الأول- دعاء العبادة: وهو أن يتوجه العبد إلى ربه سبحانه وتعالى متضرعا مظهرا رغبته إليه وحاجته وعجزه بين يديه ومستعينا به على كل شيء. 

الثاني- دعاء المسألة: ويسمى دعاء الطلب، وهو ما يكون لطلب حاجة تنفع الداعي بجلب نفع أو دفع ضرر لأن الله هو الذي يملك ذلك. 

وكلا الدعائين مطلوب، يقول ابن تيمية: كل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة. يقول الله تعالى في سورة الفاتحة مبينا هذين البابين بتوجه العبد إلى ربه قائلا: {إياك نعبد وإياك نستعين}. 

من أجمل الأدعية القصيرة 

هناك أدعية كثيرة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بها السنة النبوية، يمكن للعبد أن يدعو بها متى شاء، وسنذكر فيما يأتي بعض عبارات الدعاء من هذه الأدعية الجامعة: 

  • اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي هما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. 
  • اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقطع عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. 
  • اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. 
  • اللهم اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. 
  • اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار. 

قد يهمك الاطلاع على مقال: تربية الطفل في الإسلام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?