الحكمة قول موجز جميل والمثل يقترن بقصة أدت إليه.
الحكمة نابعة من الواقع ومعاناة التجارب بالحياة والمثل يصدر غالباً من طائفة خاصة من الناس لها خبرتها وتجاربها وثقافتها.
وتم تدوين الحكم والأمثال منذ أوائل العصر الأموي وهذا ما ساعد على حفظها وتواترها على الألسنة مع مرور الزمن.
وهناك الكثير من الأمثال والحكم لم يعرف أصحابها أو قائلوها أو ناقلوها.

خصائص الأمثال والحكم في العصر الجاهلي

تميزت الحكم والأمثال في العصر الجاهلي بعدة سمات وأبرزها:

إيجاز في اللفظ.
إصابة بالمعنى والمقصد.
حسن بالتشبيه.
جودة الكناية.

أسباب انتشار الحكم والأمثال في العصر الجاهلي

هناك عدة أسباب ساعدت على انتشار الحكم والأمثال في العصر الجاهلي لتصبح إحدى الفنون النثرية الهامة.
ومن أبرز الأسباب ما يلي:

بيئة فطرية يغلب عليها الأمية وتحتاج إلى تجارب مستخلصة بصورة أقوال ذات معنى صادق.
ارتباط المثل بحادثة أو قصة تساعد على انتشاره.
صياغة الأمثال في عبارات حسنة وسهلة تمتاز بدقة التشبيه.
شيوع الحكم على ألسنة العرب واعتمادها بالتجارب واستخلاص العظمة من الحوادث ونفاذ البصيرة وغيرها.

أهمية الحكم والأمثال في العصر الجاهلي

كان للأمثال والحكم أهمية خاصة لدى العرب في العصر الجاهلي وأحرزت مكانة خاصة في الأدب الجاهلي.

ويمكن أن تتم ملاحظة كيف كانت هذه الحكم والأمثال تنقل تجارب الناس وأحوالهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والتاريخية والأخلاقية وغيرها.

وقال ابن الجوزية: ففي الأمثال من تأنس النفس وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق لا يجحده أحد ولا ينكره ولكما ظهرت الأمثال ازداد المعنى ظهوراً ووضوحاً، فالأمثال شواهد المعنى المراد وهي خاصية العقل ولبه وثمرته.

ويأتي تطور الأمثال والحكم العربي عبر العصر دالاً على مدى أهمية ذلك وكيف كان يأخذ حيزاً كبيراً مما يحفظه العرب من العصر الجاهلي.

أمثال العصر الجاهلي والحكم

نورد أدناه العديد من الأمثال والحكم التي انتشرت منذ العصر الجاهلي وتم تدوينها لاحقاً في العصر الأموي وهي وفق التالي:

أمثلة عن الأمثال في العصر الجاهلي

في إحدى الأمثلة قال عمرو بن عمرو بن عدس وكان شيخصاً تزوج أعرابية وطلقها فتزوجت فتى جميلاً وبعثت له تطلب منه حلوبة أو لبناً فقال مثله الشهير: “على أهلها جنت براقش”.

من الأمثلة الأخرى قول: “وافق شن طبقة” وكان يضرب للمتوافقين بأمر معين.

كما هناك مثل آخر وهو: “الصيف ضيعت اللبن” ويقصد به من يضيع أمراً على نفسه ثم يطلبه بعد أن فات الأوان عليه.

وهناك مثل آخر وهو “أعط القوس باريها” ويقصد به إعطاء العمل لمن يعرف به وأدرى بتفاصيله.

كما هناك مثل شهير وهو “رجع بخفي حنين” ويقصد به العودة حاملاً الخيبة والفشل.

كما هناك أمثال أخرى مثل ما يلي:

ليس من العدل سرعة العذل.
من العناء رياضة الهرم.
المنايا على البلايا.
أبصر وسم قدحك.
أجر الأمور على أذلالها.
انقطع السلى في البطن.
أنجد من رأى حضناً.
إذا لم تغلب فاخلب.
حال الجريص دون القريض.
ضرب أخماس بأسداس.
رب عجلة تهب ريثاً.
اليوم خمر وغداً أمر.
أجناؤها أبناؤها.
بعين ما أرينك.
أي الرجال المهذب.

أمثلة عن الحكم في العصر الجاهلي

هناك الكثير مما قال في الحكم بالعصر الجاهلي ومن أبرزها ما يلي:

لا يطاع لقصير أمر.
آفة الرأي الهوى.
مصارع الرجال تحت بروق الطمع.
آخر الدواء الكي.
الخير خير وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد.
نسر ونعطي كل شيء سألته ومن يكثر التسآل لابد يحرم.
إذا كشف الزمان لك القناعا ومدى إليك صرف الدهر باعا فلا تخش المنية واقتحمها ودافع ما استطعت لها دفاعاً.

اطلع على الموضوع التالي فقد يهمك: