مدينة بتليس في تركيا

تاريخ مدينة بدليس التركية

مقدمة عن مدينة بدليس

بدليس أو بتليس و باللغة التركية Bitlis وباللغة الأرمينية Բաղեշ (باقش أو باغش) وهي إحدى المدن التركية التي تقع في شرق الأناضول بتركيا في واد شديد الإنحدار لنهر بدليس وهو أحد روافد نهر دجلة، وتعتبر مركزاً لولاية مدينة بتليس في تركيا ويبلغ رتفاعها 1545 متراً فوق مستوى سطح البحر.

تاريخ مدينة بدليس التركية

القديم والمتوسط

تم العثور على مجسم يمثل إلهان مجنحان يقفان على أسود يواجهان بعضهما البعض وذلك في موقع مدينة بتليس في تركيا وبحسب المصادر التاريخ يمثل المجسمان معا (تيشيبا) Teişeba، إله العاصفة والطقس في القرن السابع قبل الميلاد، والمجسّم الآن في متحف حضارات الأناضول.

وبالنسبة لأصل اسم Bitlis فهوغير معروف على وجه التأكيد إلا أن أحد التفسيرات الشعبية لأصل الكلمة والتي لاتستند لأساس تاريخي تقول بأنه مشتق من “Lis / Batlis”، اسم لواء قيل أنه بنى قلعة بتليس Bitlis بأمر من الإسكندر الأكبر.

بالنسبة للأرمن، كانت تُعرف لالسة أو باغش، ثم باقش فيما بعد، ووفقاً لقصة شعبية أرمنية شعبية، في يوم شتوي بارد ترك حمار إسطبله وتجول في الوادي أدناه، فمات الحمار من درجات الحرارة المتدنية ولم يتم اكتشاف موته إلا في الربيع بعد ذوبان الجليد؛ ولهذا السبب اكتسبت اسم Pagh Esh، بالإنجليزية “Cold Donkey” وبالعربية “الحمار المتجمد أو البارد”.

مدينة بتليس في تركيا الآن

كانت باقش (بتليس الآن) واحدة من أهم مدن مقاطعة أغدزنيك في مملكة أرمينيا، وكانت بمثابة الحصن الأساسي لمقاطعة سالنودزور في الإقليم، بعض الكتاب الأرمن في العصور الوسطى، مثل أنانيا شيراكاتسي وفاردان أريفلتسي ذكروا ذلك لاحقاً كجزء من كانتون بزنونيك، كانت القلعة تحرس ممر باغش الذي يربط الروافد الجنوبية للهضبة الأرمنية بشمال بلاد ما بين النهرين.

احتل العرب باقش في نهاية القرن السابع وأصبحت في نهاية المطاف عاصمة لأمراء زراد لأرزان ولأنها كانت على طريق تجاري مهم فقد ازدهرت بشكل كبير.

ومع ذلك شهد القرنان التاليان فترة مضطربة في تاريخ المدينة فبعد حملة بوغا الكبير المدمرة 852-855 في أرمينيا، انتزع الأمراء الشيبانيون السيطرة على باقش من الزورايد، وبعد ذلك في الربع الأول من القرن العاشر استولى عليها أمراء منزيكرت الكيسي.

في حملته 929-30 ضد الكايسيين تمكن الجنرال البيزنطي جون كوركواس من الاستيلاء على باقش وفرض سيطرته عليها.

بعد الانتكاسة التي لحقت بالأمراء العرب في النصف الثاني من القرن العاشر، استقر عدد كبير من الأكراد في باقش، وفي نهاية القرن العاشر سقطت المدينة في أيدي السلالة المروانية الكردية بعد الخروج من الحكم البويدي.

في نهاية القرن الحادي عشر ومع انهيار القوة البيزنطية بعد معركة ملاذكرد، سقطت مدينة بتليس تحت سيطرة توغان أرسلان، أحد رعايا سلالة شاه أرمان (وتسمى أيضاً أحلاتشاه) ومقرها في أخلات بعد فترة وجيزة من حكم دلماش أوغلو. كما حكمها الأيوبيون (1207-1231)، خوارزم شاه (حكم قريباً عام 1230)، الروم (1231-1243) وإلخانات (1243-1335).

التاريخ الحديث

في عام 1814 قيل أن عدد سكان بلدة بدليس بلغ 12000 نسمة – نصفهم مسلم والنصف الآخر من المسيحيين الأرمن وبحلول عام 1838 قيل إن عدد سكانها يتراوح بين 15000 و 18000 – ثلثاهم مسلمون وثلث أرمني وأقلية صغيرة من الآشوريين.

في عام 1898 اعتبر لينش أن عدد السكان قريب من 30.000 منهم 10.000 أرمني و300 [بصفتهم] سوريين والباقي من الأكراد المسلمين (بما في ذلك العلويون والسنة).

كان لدى الأرمن خمس مدارس للبنين وثلاث للبنات حيث كان ثلث سكان بدليس من أصل أرمني قبل الحرب العالمية الأولى (1914)، في حين أن غالبية السكان كانوا مسلمين أكراد (علويون وكذلك مسلمون سنة).

خصوصا في عام 1915 أثناء الإبادة الجماعية للأرمن كان الأتراك والأكراد بقيادة جودت باي باشا والذي قام بقتل حوالي 15000 أرمني في بدليس.

بالإضافة إلى ذلك في شباط من عام 1916 وكجزء من حملة القوقاز شنّت قوات الإمبراطورية الروسية هجوماً للاستيلاء على موش وبتليس وبالنتيجة سقطت موش في 16 شباط أما في بدليس كانت المواقع التركية في موقع قوي على مشارف المدينة ولم يكن من الممكن حصارها في ذلك الوقت وفي ليلة 2 – 3 آذارأثناء عاصفة ثلجية، تقدمت القوات الروسية وبعد عدة ساعات من القتال اليدوي، انسحب الأتراك عن بتليس وتراجعوا نحو مدينة سيرت.

أخيرا في آب عام 1916 بدأ الجيش التركي هجوماً ضد القوات الروسية في شرق تركيا، فتراجعت القوات الروسية عن بتليس وتمكنت القوات التركية من السيطرة على بتليس وموش كذلك، وبعد ذلك منعت ثورة فبراير الروسية عام 1917 أي عمليات قتالية روسية أخرى.

وصف مدينة بتليس

تحافظ مدينة بتليس في تركيا على فن العمارة التقليدي والعصور الوسطى أكثر من أي مدينة أخرى في شرق تركيا إذ إنها جميلة للغاية ومبنية من الحجر البني الفاتح المحفور محلياً، والذي يسمى حجر أحلات.

  • تحتوي مدينة بتليس في تركيا على عدد كبير من المباني الإسلامية التي تعود لفترة أواخر العصور الوسطى من مساجد ومدارس دينية ومقابر.
  • أيضاً المباني التجارية مثل “Han’s Caravanserais.
  • لذلك تم بناء هذا النمط المعماري لهذه المباني في الغالب من قبل حكامها الأكراد المحليين.
  • وهو أسلوب محافظ للغاية ويشبه المباني القديمة التي تعود إلى الحقبة السلجوقية.

ميزات مدينة بتليس

  • تتميز مدينة بتليس في تركيا أيضاً بالعديد من المنازل القديمة المبنية من الحجر المقطوع والتي يحتوي معظمها على طابقين.
  • والبعض منها يحتوي على ثلاث طوابق.
  • مع ذلك كانت الطوابق الأرضية مخصصة بشكل عام للتخزين والإسطبلات.
  • زيادة على ذلك مع وجود الغرف السكنية في الطوابق العليا.
  • من ناحية أخرى تحتوي غرف الطابق الأرضي على عدد قليل من النوافذ.
  • غير أن الطوابق العليا مضاءة بشكل جيد.
  • أيضا الأسقف مسطحة ومغطاة بالطين المطروق.
  • على عكس المنازل التقليدية في أرضروم أو فان المجاورة.
  • لا تحتوي منازل بتليس على نوافذ كبيرة وشرفات.

الاقتصاد في مدينة بتليس

عبر الزمن اشتهرت مدينة بتليس في تركيا بانتاج القمح، الذي وصفه البريطانيون في عام 1920 بأنه “قمح ممتاز وذو جودة عالية” ولكن نظراً لأن طرق التجارة كانت سيئة وغير آمنة في المنطقة خلال أوائل القرن العشرين كان القمح ينتج ويستخدم بشكل أساسي من قبل السكان المحليين. وفي هذه الفترة صرح البريطانيون أن سكان بدليس لم يتمكنوا من استخدام كل القمح الذي ينتجونه، وأن معظمهم “تُركوا ليتعفن في المخازن تحت الأرض”.

يعتمد الاقتصاد المحلي في مدينة بدليس بشكل أساسي على المنتجات الزراعية التي تشمل الفاكهة والحبوب والتبغ. الصناعة محدودة نوعاً ما وتختص بشكل أساسي في صناعة الجلود ومنتجات التبغ وكذلك نسج وصبغ القماش.

شخصيات بارزة في مدينة بتليس

  • Arakel Paghishetsi (1380-1454) موسيقي أرمني وعالم ترانيم.
  • Hovhannes Paghishetsi (1678-1741) البطريرك الأرمني التاسع والأربعون للقسطنطينية.
  • Vardan Paghishetsi (؟؟؟ – 1705) كرونوغراف أرميني.
  • Vardan Paghishetsi (القرن السادس عشر) مفكر أرميني من العصور الوسطى.
  • المؤرخ الكردي شريفكان بدليسي (شرف الدين بدليسي) في القرن السادس عشر.
  • سعيد نورسي (عالم دين مسلم سني كردي بارز).
  • فؤاد سزكين (بتليس ، 1924) ، مؤرخ العلوم البارز.
  • قمران إنان، سياسي ودبلوماسي وباحث تركي معروف من بدليس. كتب عن تاريخ بتليس .
  • كان والدا الكاتب الأمريكي ويليام سارويان مهاجرين من بتليس إلى كاليفورنيا. كتب مسرحية بعنوان “بدليس” عن “عودته” إلى المدينة التي اعتبرها وطنه، والتي زارها بالفعل في السنوات اللاحقة.

مناخ مدينة بدليس

تتميز بدليس بمناخ قاري، صيفي جاف ومعتدل الحرارة، وشتاء بارد ومثلج.

معلومات عن ولاية بتليس

  • رئيس البلدية نصر الله تانغلاي (حزب العدالة والتنمية)
  • الوالي: أوكتاي شاتاي.
  • الارتفاع 1،545 م (5069 قدماً)
  • الكثافة السكانية 57 / كم 2 (150 / ميل مربع)

قد يهمكم أيضاً أن تطلعوا على مواد شبيهة مثل ما يلي:

100%
رائع جداً

مدينة بتليس في تركيا

هذه المقالة تم إعدادها من قبل فريق من المختصين وبعد بحث شاق وطويل من أجل محاولة إيصال المعلومة بطريقة مختصرة وفعّالة للقارئ.

  • ما رأيكم بالمقالة؟ يرجى التقييم..

نرجو منكم تقييم المقالة وإبداء أية ملاحظات أو الإبلاغ عن أي خطأ حتى نقوم بتعديله على الفور حرصاً على نشر المعلومة الصحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تواصل معنا
Hello
Can we help you?